[ ص: 181 ]   ( ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم  وجعلنا بينهم موبقا    ( 52 ) ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا    ( 53 ) ( ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا    ( 54 ) ) 
قوله عز وجل : ( ويوم يقول ) قرأ حمزة  بالنون والآخرون بالياء أي يقول الله لهم يوم القيامة : ( نادوا شركائي    ) يعني الأوثان ( الذين زعمتم ) أنهم شركائي ( فدعوهم ) فاستغاثوا بهم ( فلم يستجيبوا لهم ) أي : لم يجيبوهم ولم ينصروهم ( وجعلنا بينهم ) يعني : بين الأوثان وعبدتها    . وقيل : بين أهل الهدى وأهل الضلالة ، ( موبقا ) مهلكا قاله عطاء  والضحاك    . وقال ابن عباس    : هو واد في النار . وقال مجاهد    : واد في جهنم . 
وقال عكرمة    : هو نهر في النار يسيل نارا على حافته حيات مثل البغال الدهم . 
قال ابن الأعرابي    : وكل حاجز بين شيئين فهو موبق وأصله الهلاك يقال : أوبقه أي : أهلكه . 
قال الفراء    : وجعلنا تواصلهم في الدنيا مهلكا لهم في الآخرة ، والبين على هذا القول التواصل كقوله تعالى : " لقد تقطع بينكم " الأنعام - 94 . على قراءة من قرأ بالرفع . ( ( ورأى المجرمون النار    ) أي المشركون ( فظنوا ) أيقنوا ( أنهم مواقعوها    ) داخلوها وواقعون فيها ( ولم يجدوا عنها مصرفا    ) معدلا لأنها أحاطت بهم من كل جانب . قوله عز وجل : ( ولقد صرفنا ) بينا ( في هذا القرآن للناس من كل مثل    ) أي ليتذكروا ويتعظوا   ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا    )  خصومة في الباطل . 
قال ابن عباس    : أراد النضر بن الحارث  وجداله في القرآن . 
قال الكلبي    : أراد به أبي بن خلف الجمحي    . 
وقيل : المراد من الآية الكفار ، لقوله تعالى : " ويجادل الذين كفروا بالباطل    " ( الكهف - 56 ) . 
وقيل : هي على العموم ، وهذا أصح . 
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي  ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي  أنبأنا محمد بن يوسف  أنبأنا  محمد بن إسماعيل  أخبرنا أبو اليمان  أخبرنا شعيب  عن الزهري  أنبأنا علي بن الحسين  أن   [ ص: 182 ] الحسين بن علي  أخبره أن عليا  أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة  بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ، فقال : " ألا تصليان؟ قلت : يا رسول الله إن أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت له ذلك ولم يرجع إلي شيئا ، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول : ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا    )   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					