[ ص: 538 ] القول في تأويل قوله ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله    ) 
قال أبو جعفر   : يعني بذلك - جل ثناؤه - : وما ينبغي لأحد من البشر . 
و " البشر " جمع بني آدم لا واحد له من لفظه مثل : " القوم " و " الخلق " . وقد يكون اسما لواحد " أن يؤتيه الله الكتاب   " يقول : أن ينزل الله عليه كتابه " والحكم " يعني : ويعلمه فصل الحكمة " والنبوة " يقول : ويعطيه النبوة " ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله   " يعني : ثم يدعو الناس إلى عبادة نفسه دون الله ، وقد آتاه الله ما آتاه من الكتاب والحكم والنبوة . ولكن إذا آتاه الله ذلك ، فإنما يدعوهم إلى العلم بالله ، ويحدوهم على معرفة شرائع دينه ، وأن يكونوا رؤساء في المعرفة بأمر الله ونهيه ، وأئمة في طاعته وعبادته ، بكونهم معلمي الناس الكتاب ، وبكونهم دارسيه .  [ ص: 539 ] 
وقيل : إن هذه الآية نزلت في قوم من أهل الكتاب قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : أتدعونا إلى عبادتك ؟ كما : - 
7296 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا سلمة  قال : حدثنا ابن إسحاق ،  عن محمد بن أبي محمد ،  عن عكرمة  أو سعيد بن جبير ،  عن ابن عباس  قال : قال أبو رافع القرظي  حين اجتمعت الأحبار من اليهود  والنصارى  من أهل نجران  عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ودعاهم إلى الإسلام : أتريد يا محمد  أن نعبدك ، كما تعبد النصارى  عيسى ابن مريم ؟  فقال رجل من أهل نجران  نصراني يقال له الربيس   : أوذاك تريد منا يا محمد ،  وإليه تدعونا ! أو كما قال فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : معاذ الله أن نعبد غير الله ، أو نأمر بعبادة غيره ! ما بذلك بعثني ، ولا بذلك أمرني أو كما قال . فأنزل الله - عز وجل - في ذلك من قولهم : " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة   " الآية إلى قوله : " بعد إذ أنتم مسلمون   " . 
7297 - حدثنا أبو كريب  قال : حدثنا  يونس بن بكير  قال : حدثنا محمد بن إسحاق  قال : حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت  قال : حدثني سعيد بن جبير  أو عكرمة ،  عن ابن عباس  قال : قال أبو رافع القرظي ،  فذكر نحوه . 
7298 - حدثنا بشر  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد ،  عن قتادة  قوله : " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله   "  [ ص: 540 ] ، يقول : ما كان ينبغي لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ، يأمر عباده أن يتخذوه ربا من دون الله . 
7299 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا ابن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن الربيع  مثله . 
- حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثني حجاج ،  عن  ابن جريج  قال : كان ناس من يهود يتعبدون الناس من دون ربهم ، بتحريفهم كتاب الله عن موضعه ، فقال الله - عز وجل - : " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله   " ثم يأمر الناس بغير ما أنزل الله في كتابه . 
				
						
						
