القول في تأويل قوله تعالى : ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا  ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون   ( 7 ) )  [ ص: 401 ] 
يقول تعالى ذكره ( هم الذين يقولون   ) يعني المنافقين الذين يقولون لأصحابهم ( لا تنفقوا على من عند رسول الله   ) من أصحابه المهاجرين ( حتى ينفضوا   ) يقول : حتى يتفرقوا عنه . 
وقوله : ( ولله خزائن السماوات والأرض   ) يقول : ولله جميع ما في السماوات والأرض من شيء وبيده مفاتيح خزائن ذلك ، لا يقدر أحد أن يعطي أحدا شيئا إلا بمشيئته ( ولكن المنافقين لا يفقهون   ) أن ذلك كذلك ، فلذلك يقولون : لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينفضوا . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني محمد بن سعد ،  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ،  قوله : ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا   ) قال : لا تطعموا محمدا  وأصحابه حتى تصيبهم مجاعة ، فيتركوا نبيهم . 
حدثنا بشر ،  قال : ثنا يزيد ،  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة   ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا   ) قرأها إلى آخر الآية ، وهذا قول عبد الله بن أبي  لأصحابه المنافقين لا تنفقوا على محمد  وأصحابه حتى يدعوه ، فإنكم لولا أنكم تنفقون عليهم لتركوه وأجلوا عنه . 
حدثنا ابن عبد الأعلى ،  قال : ثنا ابن ثور ،  عن معمر ،  عن قتادة   : ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا   ) إن عبد الله بن أبي ابن سلول  قال لأصحابه : لا تنفقوا على من عند رسول الله ، فإنكم لو لم تنفقوا عليهم قد انفضوا . 
حدثت عن الحسين ،  قال : سمعت أبا معاذ  يقول : ثنا عبيد ،  قال : سمعت الضحاك  يقول في قوله : ( لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا   ) يعني الرفد والمعونة ، وليس يعني الزكاة المفروضة; والذين قالوا هذا هم المنافقون .  [ ص: 402 ] 
حدثنا الربيع بن سليمان ،  قال : ثنا أسد بن موسى ،  قال : ثنا يحيى بن أبي زائدة ،  قال : ثنا الأعمش  عن عمرو بن مرة ،  عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ،  عن  زيد بن أرقم ،  قال : "لما قال ابن أبي  ما قال ، أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء فحلف ، فجعل الناس يقولون لي : تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكذب؟ حتى جلست في البيت مخافة إذا رأوني قالوا : هذا الذي يكذب ، حتى أنزل ( هم الذين يقولون   )  . 
				
						
						
