القول في تأويل قوله تعالى : ( وكم أرسلنا من نبي في الأولين    ( 6 ) وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون   ( 7 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : ( وكم أرسلنا من نبي   ) يا محمد  في القرون الأولين الذين مضوا قبل قرنك الذي بعثت فيه كما أرسلناك في قومك من قريش   . ( وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون   ) يقول وما كان يأتي قرنا من أولئك القرون وأمة من أولئك الأمم الأولين لنا من نبي يدعوهم إلى الهدى وطريق الحق ، إلا كان الذين يأتيهم ذلك من تلك الأمم نبيهم الذي أرسله إليهم يستهزئون سخرية منهم بهم كاستهزاء قومك بك يا محمد   . يقول : فلا يعظمن عليك ما يفعل بك قومك ، ولا يشقن عليك ، فإنهم إنما سلكوا في استهزائهم بك مسلك أسلافهم ، ومنهاج أئمتهم الماضين من أهل الكفر بالله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					