القول في تأويل قوله تعالى : ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا    ( 15 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : ولقد كان هؤلاء الذين يستأذنون رسول الله صلى الله عليه  [ ص: 228 ] وسلم في الانصراف عنه ، ويقولون : ( إن بيوتنا عورة   ) ، عاهدوا الله من قبل ذلك ، ألا يولوا عدوهم الأدبار ، إن لقولهم في مشهد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - معهم ، فما أوفوا بعهدهم ( وكان عهد الله مسئولا   ) يقول : فيسأل الله ذلك من أعطاه إياه من نفسه . 
وذكر أن ذلك نزل في بني حارثة  لما كان من فعلهم في الخندق  بعد الذي كان منهم بأحد .  
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا ابن حميد  قال : ثنا سلمة ،  عن ابن إسحاق  قال : ثني يزيد بن رومان   ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا   ) . وهم بنو حارثة ،  وهم الذين هموا أن يفشلوا يوم أحد  مع بني سلمة  حين هما بالفشل يوم أحد ،  ثم عاهدوا الله لا يعودون لمثلها ، فذكر الله لهم الذي أعطوه من أنفسهم . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد ، عن قتادة  قوله : ( ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا   ) قال : كان ناس غابوا عن وقعة بدر ،  ورأوا ما أعطى الله أصحاب بدر  من الكرامة والفضيلة ، فقالوا : لئن أشهدنا الله قتالا لنقاتلن ، فساق الله ذلك إليهم حتى كان في ناحيةالمدينة   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					