القول في تأويل قوله تعالى : ( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون    ( 74 ) ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون   ( 75 ) )  [ ص: 614 ] 
يعني تعالى ذكره : ويوم ينادي ربك يا محمد  هؤلاء المشركين فيقول لهم : ( أين شركائي الذين كنتم تزعمون   ) أيها القوم في الدنيا أنهم شركائي . 
وقوله : ( ونزعنا من كل أمة شهيدا   ) وأحضرنا من كل جماعة شهيدها وهو نبيها الذي يشهد عليها بما أجابته أمته فيما أتاهم به عن الله من الرسالة . وقيل : ( ونزعنا ) من قوله : نزع فلان بحجة كذا ، بمعنى : أحضرها وأخرجها . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا بشر  ، قال : ثنا يزيد  ، قال : ثنا سعيد  ، عن قتادة  ، قوله : ( ونزعنا من كل أمة شهيدا   ) وشهيدها : نبيها ، يشهد عليها أنه قد بلغ رسالة ربه  . 
حدثني محمد بن عمرو  ، قال : ثنا أبو عاصم ،  قال : ثنا عيسى   ; وحدثني الحارث  ، قال : ثنا الحسن ،  قال : ثنا ورقاء  جميعا ; عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد   ; قوله : ( ونزعنا من كل أمة شهيدا   ) قال : رسولا  . 
حدثنا القاسم  ، قال : ثنا الحسين  ، قال : ثني حجاج ،  عن  ابن جريج ،  عن مجاهد ،  بنحوه . 
وقوله : ( فقلنا هاتوا برهانكم   ) يقول : فقلنا لأمة كل نبي منهم التي ردت نصيحته ، وكذبت بما جاءها به من عند ربهم ، إذ شهد نبيها عليها بإبلاغه إياها رسالة الله : ( هاتوا برهانكم   ) يقول : فقال لهم : هاتوا حجتكم على إشراككم بالله ما كنتم تشركون مع إعذار الله إليكم بالرسل وإقامته عليكم بالحجج . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا بشر  ، قال : ثنا يزيد  ، قال : ثنا سعيد  ، عن قتادة   ( فقلنا هاتوا برهانكم   ) أي بينتكم  . 
حدثني محمد بن عمرو  ، قال : ثنا أبو عاصم ،  قال : ثنا عيسى   ; وحدثني الحارث  ، قال : ثنا الحسن ،  قال : ثنا ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد ،  قوله : ( فقلنا هاتوا برهانكم   ) قال : حجتكم لما كنتم تعبدون وتقولون  .  [ ص: 615 ] 
حدثنا القاسم  ، قال : ثنا الحسين  ، قال : ثني حجاج ،  عن  ابن جريج ،  عن مجاهد   ( فقلنا هاتوا برهانكم   ) قال : حجتكم بما كنتم تعبدون  . 
وقوله : ( فعلموا أن الحق لله   ) يقول : فعلموا حينئذ أن الحجة البالغة لله عليهم ، وأن الحق لله ، والصدق خبره ، فأيقنوا بعذاب من الله لهم دائم ( وضل عنهم ما كانوا يفترون   ) يقول : واضمحل فذهب الذي كانوا يشركون بالله في الدنيا ، وما كانوا يتخرصون ، ويكذبون علي بهم ، فلم ينفعهم هنالك بل ضرهم وأصلاهم نار جهنم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					