القول في تأويل قوله تعالى : ( وهو الحق مصدقا لما معهم    ) 
قال أبو جعفر   : يعني بقوله جل ثناؤه : ( وهو الحق مصدقا   ) ، أي : ما وراء الكتاب - الذي أنزل عليهم من الكتب  [ ص: 350 ] التي أنزلها الله إلى أنبيائه - الحق : وإنما يعني بذلك تعالى ذكره القرآن الذي أنزله إلى محمد  صلى الله عليه وسلم ، كما : - 
1559 - حدثني موسى  قال : حدثنا عمرو  قال : حدثنا أسباط  ، عن  السدي   : ( وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه   ) ، وهو القرآن . يقول الله جل ثناؤه : ( وهو الحق مصدقا لما معهم   ) . وإنما قال جل ثناؤه : ( مصدقا لما معهم ) ؛ لأن كتب الله يصدق بعضها بعضا   . ففي الإنجيل والقرآن من الأمر باتباع محمد  صلى الله عليه وسلم ، والإيمان به وبما جاء به ، مثل الذي من ذلك في توراة موسى  عليه السلام . فلذلك قال جل ثناؤه لليهود   - إذ أخبرهم عما وراء كتابهم الذي أنزله على موسى  صلوات الله عليه ، من الكتب التي أنزلها إلى أنبيائه - : إنه الحق مصدقا للكتاب الذي معهم ، يعني : أنه له موافق فيما اليهود  به مكذبون . 
قال : وذلك خبر من الله أنهم من التكذيب بالتوراة ، على مثل الذي هم عليه من التكذيب بالإنجيل والفرقان ، عنادا لله ، وخلافا لأمره ، وبغيا على رسله صلوات الله عليهم  . 
				
						
						
