القول في تأويل قوله تعالى : ( إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود    ( 103 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : إن في أخذنا من أخذنا من أهل القرى التي اقتصصنا خبرها عليكم أيها الناس لآية ، يقول : لعبرة وعظة لمن خاف عقاب الله وعذابه في الآخرة من عباده ، وحجة عليه لربه ، وزاجرا يزجره عن أن يعصي الله ويخالفه فيما أمره ونهاه . 
وقيل : بل معنى ذلك : إن فيه عبرة لمن خاف عذاب الآخرة ، بأن الله سيفي له بوعده .  [ ص: 477 ] 
ذكر من قال ذلك : 
18561 - حدثني يونس  قال ، أخبرنا ابن وهب  قال ، قال ابن زيد  في قوله : ( إن في ذلك لآيه لمن خاف عذاب الآخرة   ) ، إنا سوف نفي لهم بما وعدناهم في الآخرة ، كما وفينا للأنبياء : أنا ننصرهم . 
وقوله : ( ذلك يوم مجموع له الناس   ) ، يقول تعالى ذكره : هذا اليوم يعني يوم القيامة ( يوم مجموع له الناس   ) ، يقول : يحشر الله له الناس من قبورهم ، فيجمعهم فيه للجزاء والثواب والعقاب ( وذلك يوم مشهود   ) ، يقول : وهو يوم تشهده الخلائق ، لا يتخلف منهم أحد ، فينتقم حينئذ ممن عصى الله وخالف أمره وكذب رسله . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
18562 - حدثني يعقوب  قال ، حدثنا هشيم ،  عن أبي بشر ،  عن مجاهد  في قوله : ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود   ) ، قال : يوم القيامة  . 
18563 - حدثني يعقوب  قال ، حدثنا هشيم ،  عن أبي بشر ،  عن عكرمة ،  مثله . 
18564 - حدثنا أبو كريب  قال ، حدثنا  وكيع  وحدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا أبي عن شعبة ،  عن علي بن زيد ،  عن يوسف المكي ،  عن ابن عباس  قال ، "الشاهد" ، محمد ،  و"المشهود" ، يوم القيامة . ثم قرأ : ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود   )  . 
18565 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا الحجاج بن المنهال  قال ، حدثنا حماد ،  عن علي بن زيد ،  عن ابن عباس  قال : "الشاهد" ، محمد  و"المشهود" ، يوم القيامة . ثم تلا هذه الآية : ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود   )  .  [ ص: 478 ] 
18566 - حدثت عن المسيب  ، عن جويبر ،  عن الضحاك  قوله : ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود   ) ، قال : ذلك يوم القيامة ، يجتمع فيه الخلق كلهم ، ويشهده أهل السماء وأهل الأرض . 
				
						
						
