[ ص: 377 ] القول في تأويل قوله ( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا    ( 166 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني تعالى ذكره بذلك : والذي أصابكم"يوم التقى الجمعان" ، وهو يوم أحد ،  حين التقى جمع المسلمين والمشركين . ويعني ب"الذي أصابهم" ، ما نال من القتل من قتل منهم ، ومن الجراح من جرح منهم"فبإذن الله ، " يقول : فهو بإذن الله كان يعني : بقضائه وقدره فيكم . . 
وأجاب"ما" بالفاء ، لأن"ما" حرف جزاء ، وقد بينت نظير ذلك فيما مضى قبل . 
"وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا   " ، بمعنى : وليعلم الله المؤمنين ، وليعلم الذين نافقوا ، أصابكم ما أصابكم يوم التقى الجمعان بأحد ،  ليميز أهل الإيمان بالله ورسوله المؤمنين منكم من المنافقين  فيعرفونهم ، لا يخفى عليهم أمر الفريقين . 
وقد بينا تأويل قوله : " وليعلم المؤمنين   " فيما مضى ، وما وجه ذلك ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . . 
وبنحو ما قلنا في ذلك قال ابن إسحاق   . 
8192 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا سلمة ،  عن ابن إسحاق   : " وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين   " ، أي : ما أصابكم حين التقيتم أنتم وعدوكم ، فبإذني كان ذلك حين فعلتم ما فعلتم ، بعد أن جاءكم  [ ص: 378 ] نصري ، وصدقتكم وعدي ، ليميز بين المنافقين والمؤمنين ، وليعلم الذين نافقوا منكم ، أي : ليظهروا ما فيهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					