( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله  ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون   ( 188 ) ) 
أمره الله تعالى أن يفوض الأمور إليه ، وأن يخبر عن نفسه أنه لا يعلم الغيب ، ولا اطلاع له على شيء من ذلك إلا بما أطلعه الله عليه ، كما قال تعالى : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا . [ إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ]   ) [ الجن : 26 ، 27 ] 
 [ ص: 524 ] وقوله : ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير   ) قال عبد الرزاق  ، عن الثوري ،  عن منصور ،  عن مجاهد   . ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير   ) قال : لو كنت أعلم متى أموت ، لعملت عملا صالحا . 
وكذلك روى ابن أبي نجيح  عن مجاهد   : وقال مثله  ابن جريج   . 
وفيه نظر ; لأن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ديمة  . وفي رواية : كان إذا عمل عملا أثبته 
فجميع عمله كان على منوال واحد ، كأنه ينظر إلى الله ، عز وجل ، في جميع أحواله ، اللهم إلا أن يكون المراد أن يرشد غيره إلى الاستعداد لذلك ، والله أعلم . 
والأحسن في هذا ما رواه الضحاك ،  عن ابن عباس   : ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير   ) أي : من المال . وفي رواية : لعلمت إذا اشتريت شيئا ما أربح فيه ، فلا أبيع شيئا إلا ربحت فيه ، وما مسني السوء ، قال : ولا يصيبني الفقر  . 
وقال ابن جرير   : وقال آخرون : معنى ذلك : لو كنت أعلم الغيب لأعددت للسنة المجدبة من المخصبة ، ولعرفت الغلاء من الرخص ، فاستعددت له من الرخص  . 
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم   : ( وما مسني السوء   ) قال : لاجتنبت ما يكون من الشر قبل أن يكون ، واتقيته  . 
ثم أخبر أنه إنما هو نذير وبشير ، أي : نذير من العذاب ، وبشير للمؤمنين بالجنات ، كما قال تعالى : ( فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا   ) [ مريم : 97 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					