تعليم الصبيان القرآن 
حدثنا موسى بن إسماعيل ،  حدثنا أبو عوانة ،  عن أبي بشر ،  عن سعيد بن جبير  قال : إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم ،  قال : وقال ابن عباس   : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم  . 
حدثنا يعقوب بن إبراهيم ،  حدثنا هشيم ،  أخبرنا أبو بشر ،  عن سعيد بن جبير ،  عن ابن عباس  قال : جمعت المحكم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له : وما المحكم ؟ قال : المفصل  . 
انفرد بإخراجه  البخاري ،  وفيه دلالة على جواز تعلم الصبيان القرآن  ؛ لأن ابن عباس  أخبر عن سنه حين موت الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد كان جمع المفصل ، وهو من الحجرات ، كما تقدم ذلك ، وعمره آنذاك عشر سنين . وقد روى  البخاري  أنه قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مختون . وكانوا لا يختنون الغلام حتى يحتلم ، فيحتمل أنه تجوز في هذه الرواية بذكر العشر ، وترك ما زاد عليها من  [ ص: 75 ] الكسر ، والله أعلم . 
وعلى كل تقدير ، ففيه دلالة على جواز تعليمهم القرآن في الصبا ، وهو ظاهر ، بل قد يكون مستحبا أو واجبا ؛ لأن الصبي إذا تعلم القرآن بلغ وهو يعرف ما يصلي به ، وحفظه في الصغر أولى من حفظه كبيرا ، وأشد علوقا بخاطره وأرسخ وأثبت ، كما هو المعهود من حال الناس ، وقد استحب بعض السلف أن يترك الصبي في ابتداء عمره قليلا للعب ، ثم توفر همته على القراءة ، لئلا يلزم أولا بالقراءة فيملها ويعدل عنها إلى اللعب ، وكره بعضهم تعليمهم القرآن وهو لا يعقل ما يقال له ، ولكن يترك حتى إذا عقل وميز علم قليلا قليلا بحسب همته ونهمته وحفظه وجودة ذهنه ، واستحب  عمر بن الخطاب ،  رضي الله عنه ، أن يلقن خمس آيات خمس آيات ، رويناه عنه بسند جيد . 
				
						
						
