( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون    ( 216 ) ) 
هذا إيجاب من الله تعالى للجهاد على المسلمين   : أن يكفوا شر الأعداء عن حوزة الإسلام . 
 [ ص: 573 ] 
وقال الزهري   : الجهاد واجب على كل أحد ، غزا أو قعد ; فالقاعد عليه إذا استعين أن يعين ، وإذا استغيث أن يغيث ، وإذا استنفر أن ينفر ، وإن لم يحتج إليه قعد  . 
قلت : ولهذا ثبت في الصحيح  " من مات ولم يغز ، ولم يحدث نفسه بغزو مات ميتة جاهلية " . وقال عليه السلام يوم الفتح : " لا هجرة ، ولكن جهاد ونية ، إذا استنفرتم فانفروا "  . 
وقوله : ( وهو كره لكم   ) أي : شديد عليكم ومشقة . وهو كذلك ، فإنه إما أن يقتل أو يجرح مع مشقة السفر ومجالدة الأعداء . 
ثم قال تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم   ) أي : لأن القتال يعقبه النصر والظفر على الأعداء ، والاستيلاء على بلادهم ، وأموالهم ، وذراريهم ، وأولادهم . 
( وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم   ) وهذا عام في الأمور كلها ، قد يحب المرء شيئا ، وليس له فيه خيرة ولا مصلحة . ومن ذلك القعود عن القتال ، قد يعقبه استيلاء العدو على البلاد والحكم . 
ثم قال تعالى : ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون   ) أي : هو أعلم بعواقب الأمور منكم ، وأخبر بما فيه صلاحكم في دنياكم وأخراكم ; فاستجيبوا له ، وانقادوا لأمره ، لعلكم ترشدون . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					