قوله تعالى : كلا إنه تذكرة  فمن شاء ذكره  وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة  قوله تعالى : كلا إنه تذكرة   أي حقا إن القرآن عظة . فمن شاء ذكره  أي اتعظ به . 
وما يذكرون  أي وما يتعظون إلا أن يشاء الله  أي ليس يقدرون على الاتعاظ والتذكر إلا   [ ص: 83 ] بمشيئة الله ذلك لهم . 
وقراءة العامة يذكرون بالياء واختاره أبو عبيد ;  لقوله تعالى : كلا بل لا يخافون الآخرة    . وقرأ نافع  ويعقوب  بالتاء ، واختاره أبو حاتم ،  لأنه أعم واتفقوا على تخفيفها . 
هو أهل التقوى وأهل المغفرة  في الترمذي  وسنن ابن ماجه  عن أنس بن مالك  عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في هذه الآية : هو أهل التقوى وأهل المغفرة  قال : " قال الله تبارك وتعالى : أنا أهل أن أتقى فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له   " لفظ الترمذي ،  وقال فيه : حديث حسن غريب . 
وفي بعض التفسير : هو أهل المغفرة لمن تاب إليه من الذنوب الكبار ، وأهل المغفرة أيضا للذنوب الصغار ، باجتناب الذنوب الكبار . وقال محمد بن نصر    : أنا أهل أن يتقيني عبدي ، فإن لم يفعل كنت أهلا أن أغفر له وأرحمه وأنا الغفور الرحيم 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					