السابعة : قوله تعالى : واستكبر  الاستكبار : الاستعظام ، فكأنه كره السجود في حقه واستعظمه في حق آدم  ، فكان ترك السجود لآدم  تسفيها لأمر الله وحكمته . وعن هذا الكبر عبر عليه السلام بقوله : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر   . في رواية فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة . قال : إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس   . أخرجه مسلم    . ومعنى " بطر الحق " : تسفيهه وإبطاله . وغمط الناس : الاحتقار لهم والازدراء بهم . ويروى : " وغمص " بالصاد المهملة ،   [ ص: 281 ] والمعنى واحد ، يقال : غمصه يغمصه غمصا واغتمصه ، أي استصغره ولم يره شيئا وغمص فلان النعمة إذا لم يشكرها . وغمصت عليه قولا قاله ، أي عبته عليه . وقد صرح اللعين بهذا المعنى فقال : أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين    . أأسجد لمن خلقت طينا    . لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون  فكفره الله بذلك . فكل من سفه شيئا من أوامر الله تعالى أو أمر رسوله عليه السلام كان حكمه حكمه ، وهذا ما لا خلاف فيه . وروى ابن القاسم  عن مالك  أنه قال : بلغني أن أول معصية كانت الحسد والكبر ، حسد إبليس آدم  ، وشح آدم  في أكله من الشجرة . وقال قتادة    : حسد إبليس آدم  ، على ما أعطاه الله من الكرامة فقال : أنا ناري وهذا طيني . وكان بدء الذنوب الكبر ، ثم الحرص حتى أكل آدم  من الشجرة ، ثم الحسد إذ حسد ابن آدم  أخاه . 
				
						
						
