قوله تعالى وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم   القراء على نصب الحق على خبر كان . ودخلت هو للفصل . ويجوز " هو الحق " بالرفع . 
من عندك قال الزجاج    : ولا أعلم أحدا قرأ بها . ولا اختلاف بين النحويين في إجازتها ولكن القراءة سنة ، لا يقرأ فيها إلا بقراءة مرضية . واختلف فيمن قال هذه المقالة ; فقال مجاهد   وابن جبير    : قائل هذا هو النضر بن الحارث    . أنس بن مالك    : قائله أبو جهل    ; رواه  البخاري  ومسلم    . ثم يجوز أن يقال : قالوه لشبهة كانت في صدورهم ، أو على وجه العناد والإبهام على الناس أنهم على بصيرة ، ثم حل بهم يوم بدر  ما سألوا . حكي أن ابن عباس  لقيه رجل من اليهود    ; فقال اليهودي : ممن أنت ؟ قال : من قريش    . فقال : أنت من القوم الذين قالوا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك  الآية . فهلا عليهم أن يقولوا : إن كان هذا هو   [ ص: 357 ] الحق من عندك فاهدنا له ! إن هؤلاء قوم يجهلون . قال ابن عباس    : وأنت يا إسرائيلي ، من القوم الذين لم تجف أرجلهم من بلل البحر الذي أغرق فيه فرعون  وقومه ، وأنجى موسى  وقومه ; حتى قالوا : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة  فقال لهم موسى    : إنكم قوم تجهلون  فأطرق اليهودي مفحما   . 
فأمطر أمطر في العذاب . ومطر في الرحمة ; عن أبي عبيدة    . وقد تقدم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					