[ ص: 321 ] سورة البروج [ فيها آيتان ] الآية الأولى قوله تعالى : { وشاهد ومشهود    } : فيها مسألتان : 
المسألة الأولى الشاهد فاعل من شهد ، والمشهود مفعول منه ، ولم يأت حديث صحيح بعينه ، فيجب أن يطلق على كل شاهد ومشهود . وقد روى عباد بن مطر الرهاوي  عن  مالك  عن عمارة بن عبد الله بن صياد  ، عن  نافع بن جبير  عن أبيه ، { عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { وشاهد ومشهود    }  قال : الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة    } . 
وقد روي عن  ابن عباس  أنه قال : الشاهد محمد  صلى الله عليه وسلم ، ويصح أن يكون الله ورسله والملائكة والمؤمنين والحجر الأسود . وقد يكون المشهود عليه الإنسان ، والمشهود فيه يوم الجمعة ، ويوم عرفة  ، ويوم النحر ، وأيام المناسك كلها ، ويوم القيامة ، وليس إلى التخصيص سبيل بغير أثر صحيح . 
المسألة الثانية إذا كان الشاهد الله فقد بينا معناه ومتعلقه في الأمد الأقصى ، وإذا كان الرسول والمؤمنين فقد قال سبحانه : { لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا    } وهذا إذا تتبعته بالأخبار وجدته كثيرا في جماعة . وأما المشهود فعلقه بكل مشهود فيه ، ومشهود عليه ، ومشهود به ، حسب متعلقات الفعل بأقسام المفعول فإنه في ذلك كله صحيح سائغ لغة ومعنى ، فاحمله عليه وعممه فيه . 
				
						
						
