الآية الثانية قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } .
فيها مسألتان : المسألة الأولى في سبب نزولها : ثبت في الصحيح عن ابن عمر قال : { كاد الخيران أن يهلكا : أبو بكر وعمر ، رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم ، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع ، وأشار الآخر برجل آخر قال نافع عنه : لا أحفظ اسمه ، فقال أبو بكر لعمر : ما أردت إلا خلافي . قال : ما أردت ذلك ، فارتفعت أصواتهما في ذلك ، فأنزل الله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } } الآية . قال ابن الزبير : فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم [ بعد هذه الآية ] حتى يستفهمه .


