[ ص: 173 ] المسألة الثانية عشرة : في تأكيد معنى قوله تعالى : { فإن أحصرتم    }  وتتميمه : وقد بينا أن معنى قوله تعالى : { أحصرتم    } منعتم ; فإن كان المنع بعدو ففيه نزلت الآية كما تقدم ، وهو يحل في موضعه ، ويحلق رأسه ، وينحر هديا إن كان معه ، أو يستأنف هديا كما تقدم . 
وإن كان المنع بمرض لم يحله عند علمائنا إلا البيت  ، فخلافا  لأبي حنيفة  ، حيث أجرى الآية على عمومها أخذا بمطلق المنع . 
وزاد أصحابه ومن قال بقوله عن أهل اللغة أنه يقال : حصره العدو وأحصره المرض    ; قاله أبو عبيدة  ،  والكسائي    . 
قلنا : قال غيرهما عكسه ، وقد بيناها في ملجئة المتفقهين . 
وحقيقته هاهنا منع العدو ; فإنه منعهم ، ولم يحبسهم ، والمنع كان مضافا إلى البيت  ، فلذلك حل في موضعه ، وهذا المريض المنع مضاف إليه ، فكان عليه أن يصبر حتى يصير إلى موضع الحل . 
وللقوم أحاديث ضعيفة ، وآثار عن السلف  أكثرها معنعن ; وقد بينا ذلك في مسائل الخلاف . 
				
						
						
