المسألة الثانية : 
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق  البخاري  وغيره عن  ابن عمر  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { لما نزل الحجر في غزوة تبوك  أمرهم ألا يشربوا من بئرها ، ولا يستقوا منها  ، فقالوا : قد عجنا واستقينا . فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا الماء .   } 
وعنه فيه أيضا { أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض ثمود  الحجر ، واستقوا من بئرها ، واعتجنوا به  ، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا من بئرها ، وأن يعلفوا الإبل العجين ، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة   } . 
المسألة الثالثة : 
روى  مالك  عن  عبد الله بن دينار  عن  ابن عمر    { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحاب الحجر    : لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين ، إلا أن تكونوا باكين  ، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم حذرا أن يصيبكم ما أصابهم   } . 
وفي حديث  ابن الزبير  ، عن  جابر بن عبد الله الأنصاري  ، قال : { لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم الحجر  قال : لا تسألوا الآيات ، فقد سألها قوم صالح  فكانت ترد من هذا  [ ص: 109 ] الفج ، وتصدر من هذا الفج ، وكانت تشرب ماءهم يوما ، ويشربون لبنها يوما ، فعتوا عن أمر ربهم فعقروها ، فأخذتهم صيحة أخمدت من تحت أديم السماء منهم ، إلا رجلا واحدا منهم كان في حرم الله  فقيل : من هو يا رسول الله ؟ قال : أبو رغال    . فلما خرج من الحرم  أصابه ما أصاب قومه   } . 
				
						
						
