المسألة الثانية : قال  ابن عباس    : يكره أن يقال انصرفنا من الصلاة    ; لأن قوما انصرفوا فصرف الله قلوبهم ولكن قولوا قضينا الصلاة . 
وهذا كلام فيه نظر ، وما أظنه يصح عنه ، فإن نظام الكلام أن يقال : لا يقل أحد انصرفنا من الصلاة ، فإن قوما قيل فيهم : ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم ، فإن ذلك كان مقولا فيهم ، ولم يكن منهم . 
وقد أخبرني محمد بن عبد الحكم البستي الواعظ  قال : أخبرنا أبو الفضل الجوهري  سماعا عليه ، يقول : كنا في جنازة ، فقال المنذر بها : انصرفوا رحمكم الله فقال : لا يقل أحدكم انصرفوا ، فإن الله تعالى قال في قوم ذمهم : { ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم    } ولكن قولوا : انقلبوا رحمكم الله ; فإن الله تعالى قال في قوم مدحهم : { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء    } . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					