وقال  ابن عقيل  ولا يستحب تشميت الكافر  فإن شمته أجابه بآمين يهديكم الله فإنها دعوة تصلح للمسلم  [ ص: 336 ] والكافر ، وقد قال  أبو موسى الأشعري    { كانت اليهود  يتعاطسون عند النبي  صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم : رحمكم الله ، فكان يقول لهم يهديكم الله ويصلح بالكم    } رواه  الإمام أحمد  عن  وكيع  وعبد الرحمن  عن سفيان  عن حكيم بن ديلم  عن  أبي بردة  عن أبيه إسناده جيد وحكيم  وثقه ابن معين  وغيره وقال  أحمد    : شيخ صدوق وقد قال أبو حاتم  صالح ولا يحتج به . 
ورواه أبو داود   والنسائي   والحاكم  والترمذي  وقال : حسن صحيح . 
قال الشيخ تقي الدين  وقد نص  أحمد  على أنه لا يستحب تشميت الذمي ذكره أبو حفص  في كتاب الأدب عن الفضل بن زيادة  قال : قلت : يا أبا عبد الله  لو عطس يهودي قلت له : يهديكم الله ويصلح بالكم قلت : أي شيء يقال لليهودي ؟ كأنه لم يره قال القاضي : ظاهر كلام  أحمد  أنه لم يستحب تشميته ; لأن التشميت تحية له فهو كالسلام ولا يستحب أن يبدأ بالسلام كذلك التشميت . 
ويدل عليه ما رواه أبو حفص  بإسناده عن النبي  صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إن للمسلم على المسلم ست خصال إن ترك منهن شيئا ترك حقا واجبا عليه ، إذا دعاه أن يجيبه وإذا مرض أن يعوده ، وإذا مات أن يحضره ، وإذا لقيه أن يسلم عليه ، وإذا استنصحه أن ينصحه ، وإذا عطس أن يشمته أو يسمته    } فلما خص المسلم بذلك دل على أن الكافر بخلافه ، وهو في السنن إلا قوله " حقا واجبا عليه " ، 
 ولأحمد   ومسلم  من حديث  أبي هريرة    { حق المسلم على المسلم ست    } وذكره قال الشيخ تقي الدين    : التخصيص بالوجوب أو الاستحباب إنما ينفي ذلك في حق الذمي كما ذكره  أحمد  في النصيحة ، وإجابة الدعوة لا تنفي جواز ذلك في حق الذمي من غير استحباب ولا كراهة كإجابة دعوته والذي ذكره القاضي وهو ظاهر  [ ص: 337 ] كلام  أحمد  أنه يكره ، وكلام  ابن عقيل  إنما نفى الاستحباب ، وفي المسألة حديث تعاطس اليهود  عند النبي وكان يجيبهم بالهداية ، وإذا كان في التهنئة والتعزية والعيادة راويتان فالتشميت كذلك انتهى كلامه . 
فظهر في تشميت الكافر أقوال : الجواز ، والكراهة ، والتحريم . 
				
						
						
