ومن الحوادث 
سرية الخبط  
قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم  أبا عبيدة بن الجراح  في ثلاثمائة رجل من المهاجرين والأنصار ، وفيهم  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه في رجب إلى حي من جهينة  بالقبلية مما يلي ساحل البحر ، وبينها وبين المدينة  خمس ليال ، فأصابهم [في الطريق] جوع شديد ، فأكلوا الخبط ، وألقى لهم البحر حوتا عظيما ، فأكلوا منه وانصرفوا ولم يلقوا كيدا . 
أخبرنا يحيى بن علي المدبر ،  أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن محمد  [ ص: 323 ] السمناني ،  أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي ،  حدثنا عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي ،  حدثنا أحمد بن شيبان ،  حدثنا سفيان ،  سمع  عمر ،  وجابر ابن عبد الله  يقول: 
بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة راكب ، وأميرنا  أبو عبيدة بن الجراح  في طلب عير قريش  ، فأقمنا على الساحل حتى فني زادنا وأكلنا الخبط ، ثم إن البحر ألقى إلينا دابة يقال لها العنبر ، فأكلنا منها نصف شهر حتى صلحت أجسامنا ، وأخذ أبو عبيدة  ضلعا من أضلاعها فنصبها ونظر إلى أطول بعير في الجيش وأطول رجل ، فحمله عليه فجاز تحته . 
وقد كان رجل يجر ثلاث حرائر ، ثم نهاه عنه أبو عبيدة .  وكانوا يرونه  قيس بن سعد .  
قال المصنف: هو  قيس بن سعد  بلا شك ، وله في ذلك قصة قد ذكرتها في ترجمته] 
				
						
						
