التاسع : في سيرته صلى الله عليه وسلم في التحكيم 
روى  الطبراني  بسند ضعيف عن  عائشة   -رضي الله عنها- قالت : كان بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام فقال : «أجعل بيني وبينك عمرا»  فقلت : لا ، فقال : «أجعل بيني وبينك أباك» قلت : نعم . 
العاشر : في حجره صلى الله عليه وسلم على المفلس  
روى  الطبراني  عن  كعب بن مالك   -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجر على  معاذ بن جبل  ماله وباعه بدين كان عليه . 
وروى ابن أبي عمر  عن عدي بن عدي  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى على إنسان لم يوجد وفاء ، ووجد بعض غرمائه سلعته عنده وأقره ، وقضى بأن يأخذ متاعه إن وجده . 
وروى  الإمام مالك  عن أبي بكر بن عبد الرحمن  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أيما رجل باع متاعا فأفلس الذي ابتاعه ولم يقض الذي باعه من ثمنه شيئا ، فوجده بعينه ، فهو أحق به ، فإن مات المشتري فصاحب المتاع فيه أسوة الغرماء» . 
وهو مرسل هنا ، وقد وصله  أبو داود  عن إسماعيل بن عباس الزبيدي  عن  الزهري  عن أبي بكر بن عبد الرحمن ،  عن  أبي هريرة ،  والزبيدي هو محمد بن الوليد أبو الهذيل ،  وحديث إسماعيل  عن الشاميين صحيح . 
وروى  أبو داود  عن عمرو بن خلدة  قال : أتينا إلى  أبي هريرة   -رضي الله تعالى عنه- في صاحب لنا أفلس ، فقال : لأقضين فيكم بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : «من أفلس أو مات فوجد رجل متاعه فهو أحق به» . 
 [ ص: 169 ] وروى  الطبراني  من طرق عن  كعب بن مالك   -رضي الله تعالى عنه- قال كان  معاذ بن جبل  شابا جميلا من خير شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه حتى أدان دينا أغلق ماله ، وفي لفظ «أحاط ذلك بماله ، فقال  معاذ :  يا رسول الله ما جعلت في نفسي حين أسلمت أن أبخل بمال ملكته ، وإني أنفقت مالي في أمر الإسلام والمسلمين ، فأبقى ذلك علي دينا عظيما ، فادع غرمائي فاسترفقهم فإن أرفقوني فسبيل ذلك ، فإن أبوا فاجعلني لهم من مالي ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم غرماءه فعرض عليهم أن يرفقوا به فقالوا : نحن نحب أموالنا ، وفي لفظ : فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم غرماءه فلم يضعوا له شيئا ، فلو ترك لأحد بكلام أحد لترك  لمعاذ  بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يبرح حتى باع ماله كله ، وقسمه بين غرمائه ، فقام معاذ لا مال له ، فلما حج بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن . 
وفي لفظ : حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم على  معاذ بن جبل  وباعه بدين كان عليه . 
				
						
						
