الثاني : فيما ضحى به صلى الله عليه وسلم وما استحبه في صفاتها 
روى  الإمام أحمد  عن  أبي سعيد الخدري   -رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ، هذا ضحى عني وعمن لم يضح من أمتي ، فرأيته واضعا قدمه على صفاحها يسمي ويكبر فذبحهما بيده . 
وروى الإمام  والبيهقي  عن  أنس   -رضي الله عنه- قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين . 
وروى الأربعة وصححه  الترمذي  عن  أبي سعيد الخدري   -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بكبش أقرن فجعل ينظر في سواد ، ويأكل في سواد ، ويمشي في سواد . 
وروى  الإمام أحمد  عن  أبي الدرداء   -رضي الله تعالى عنه- قال : ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أجدعين موجوءين . 
 [ ص: 88 ] وروى  ابن أبي شيبة   والإمام أحمد   وأبو يعلى  عنه قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كبشان أملحان أجدعان فضحى بهما .  
وروى  الإمام أحمد  عن  أبي هريرة   -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دم عفراء أحب إلى الله تعالى من دم سوداوين . 
وروى  الطبراني  بسند جيد عن  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألف بين نسائه في بقرة في الأضحى . 
وروى  البيهقي  من طريق عبد الله بن نافع  عن أبيه عن  ابن عمر   -رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بالمدينة بالجزور أحيانا وبالكبش إذا لم يجد جزورا . 
وروى  الطبراني  عن  أبي هريرة   -رضي الله تعالى عنه- قال : ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ، أحدهما عنه وعن أهل بيته والآخر عنه وعن من لم يضح من أمته . 
وروى عن  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين أملحين يضع رجله على صفاحهما ، إذا أراد أن يذبح ، ويقول : «اللهم منك ولك ، اللهم تقبل من محمد ، وأمته» . 
الثالث : فيما كرهه صلى الله عليه وسلم من صفاتها 
وروى عن  البراء   -رضي الله تعالى عنه- قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصابعي أقصر من أصابعه ، وأناملي أقصر من أنامله ، فقال : «أربع لا تجوز في الأضاحي :  العوراء بين عورها ، والمريضة بين مرضها ، والعرجاء بين ظلعها ، والكسير التي لا تنقي» . قال : فإني أكره أن يكون في السن نقص ، قال : ما كرهت فدعه ولا تحرمه على أحد . 
 [ ص: 89 ] الرابع : في أي مكان كان صلى الله عليه وسلم يذبح أضحيته ، وبيانه لوقتها 
روى  البخاري   وأبو داود   والنسائي   وابن ماجه  عن  ابن عمر   -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذبح أضحيته ويبين وقتها . ولفظ  البخاري :  كان يذبح وينحر بالمصلى . 
وروى  الإمام أحمد   والترمذي   والدارقطني  عن  جابر   -رضي الله تعالى عنه- قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأضحية بالمصلى ، فلما قضى خطبته نزل عن منبره فأتي بكبش ، فذبحه بيده ، وقال «بسم الله ، والله أكبر ، هذا عني وعمن لم يضح من أمتي» . 
وروى  ابن ماجه  عن سعد القرظي   -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبح أضحيته عند الزقاق طريق بني زريق بيده بشفرة . 
الخامس : في أكله صلى الله عليه وسلم من الأضحية بعد ثلاث ،  وترخيصه في ذلك 
روى الشيخان  والنسائي  عن عياش بن ربيعة  قال : قلت  لعائشة   -رضي الله عنها- أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تؤكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث ؟ قالت : ما فعله إلا في عام جاع الناس فيه ، فأراد أن يطعم الغني والفقير ، وإن كنا لنرفع الكراع فنأكل بعد خمسة عشرة ليلة ، قلت : وما اضطركم إليه ؟ فضحكت وقالت : ما شبع آل محمد من خبز ما دون ثلاثة أيام حتى لحق بالله عز وجل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					