الخامس : في هديه- صلى الله عليه وسلم- في إدخال الميت القبر ونزوله قبر بعض أصحابه ، ودفنه الميت ليلا ونهارا .  
روى  الإمام أحمد ،   والبخاري ،  عن  أنس-  رضي الله تعالى عنه- قال : «شهدنا بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تدفن ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- جالس على القبر ، فرأيت عينيه تدمعان ، فقال : «لعل فيكم أحد لم يقارف الليلة ؟ » فقال  أبو طلحة  أنا قال «فانزل» فنزل في قبرها»  . 
روى  ابن ماجه  عن أبي رافع-  رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سل سعدا  ورش على قبره ماء ؟ »  . 
وروى  أبو داود ،   والطبراني  في الكبير ، عن  جابر-  رضي الله تعالى عنه- قال : «رأى الناس نارا في المقبرة فأتوها فإذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في القبر يقول : «ناولوني صاحبكم» ، وإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر»  . 
وروى  عمر بن شبة  عن عبد العزيز بن عمران ،   والطبراني ،  عن كثير بن عبد الله  عن أبيه ، عن جده- رحمهما الله تعالى- قال : «لم يدخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في قبر أحد إلا خمسة منهم : عبد الله المزني ذو البجادين  قلت ويأتي حديثه في غزوة تبوك»   . 
وروى  الطبراني ،  من طريق بسطام بن عبد الوهاب-  فيحرر حاله- عن واثلة-  رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا وضع الميت في قبره قال : «بسم الله ، وعلى سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-» ووضع خلف قفاه مدرة ، وبين كتفيه مدرة وبين ركبتيه مدرة ومن ورائه  [ ص: 379 ] أخرى»  . 
ورواه  الطبراني  برجال الثقات وعن عبد الله بن خراش  مختلف فيه . 
وروى  أبو داود ،   والترمذي ،  وحسنه ،  وابن حبان  عن  ابن عمر-  رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان إذا دخل الميت القبر» وفي لفظ وضع الميت في لحده ، قال : «بسم الله ، وبالله وعلى ملة رسول الله» وفي لفظ «سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-»  . 
وروى  ابن أبي شيبة ،  من طريق  عطاء بن السائب ،  وبقية رجاله ثقات : دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قبره فاحتبس ، فلما خرج قيل له يا رسول الله ما حبسك قال : «ضم سعد  في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه»  . 
وروى  الإمام أحمد  عن  أبي أمامة-  رضي الله تعالى عنه- قال : «لما وضعت  أم كلثوم بنت رسول الله  في القبر ، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى  ثم قال لا أدري أقال : بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أم لا ؟ فلما بنى عليها لحدها طفق يطرح إليهم الحبوب ويقول سدوا خلال اللبن ثم قال : «أما إن هذا ليس بشيء ولكنه يطيب نفس الحي»  . 
وروى  ابن ماجه  عن  سعيد بن المسيب-  رحمه الله تعالى- عن أبيه قال حضرت  ابن عمر  في جنازة فلما وضعها في اللحد قال : باسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلما أخذ في تسوية اللبن في اللحد قال : «اللهم أجرها من الشيطان ، ومن عذاب القبر ، اللهم جاف الأرض عن جنبيها وصعد روحها ، ولقها منك رضوانا ، فقلت له : أشيء سمعته من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أم قلته برأيك ؟ قال : إني إذا لقادر على القول ، بل شيء سمعته من رسول الله- صلى الله عليه وسلم-  . 
وروى  الطبراني-  برجال ثقات- عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج  قال لي أبي : يا بني إذا أنا مت فاتخذ لي لحدا فإذا وضعتني في لحدي فقل : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم سن علي التراب سنا ، ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها فإني  [ ص: 380 ] سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : ذلك  . 
وروى  أبو داود  عن  جابر بن عبد الله-  رضي الله تعالى عنهما- قال : «رأى ناس نارا في المقبرة فأتوها فإذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في القبر ، وإذا هو يقول : «ناولوني صاحبكم» وإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر»  . 
وروى  الترمذي-  وقال : حسن- عن  ابن عباس-  رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دخل قبرا ليلا فأسرج له سراج فأخذه من قبل القبلة ثم قال : «رحمك الله إن كنت لأواها تلاء للقرآن» ، وكبر عليه أربعا»  . 
وروى  أبو يعلى-  بسند ضعيف- عن  أبي ذر-  رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رجل يطوف بالبيت ويقول في دعائه أوه أوه وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «إنه أواه» ، قال : فخرجت ليلة ، فإذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدفن ذلك الرجل ليلا بمصباح»  . 
				
						
						
