ذكر مصالحته - صلى الله عليه وسلم - ملك أيلة وأهل جربا وأذرح وهو مقيم بتبوك قبل رجوعه  
لما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  خالد بن الوليد  إلى أكيدر  بدومة   - كما سيأتي بيان ذلك في السرايا - أشفق ملك أيلة  يحنة بن رؤبة  أن يبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما بعث إلى أكيدر ، فقدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم معه أهل جربا  وأذرح  ومقنا  وأهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغلة . 
قال  أبو حميد الساعدي   - رضي الله عنه - قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغلة بيضاء ، وكساه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بردا وكتب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببحرهم  . رواه  ابن أبي شيبة   والبخاري   . 
روى محمد بن عمر  عن  جابر   - رضي الله عنه - قال : رأيت يحنة بن رؤبة  يوم أتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه صليب من ذهب ، وهو معقود الناصية فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفر وأومأ برأسه فأومأ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده أن ارفع رأسك ، وصالحه يومئذ ، وكساه  [ ص: 461 ] بردا يمنية فاشتراه بعد ذلك أبو العباس عبد الله بن محمد  بثلاثمائة دينار وأمر له بمنزل عند  بلال  انتهى . 
قالوا : وقطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجزية جزية معلومة ثلاثمائة دينار كل سنة ، وكانوا ثلاثمائة رجل ، 
وكتب لهم بذلك كتابا فيه : 
بسم الله الرحمن الرحيم : هذا كتاب أمنة من الله تعالى ومحمد النبي رسول الله ليحنة بن رؤبة  وأهل أيلة  لسفنهم وسائرهم السارح في البر والبحر ، لهم ذمة الله وذمة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولمن كان معهم من أهل الشام  ، وأهل اليمن  ، وأهل البحر  ، ومن أحدث حدثا فإنه لا يحول ماله دون نفسه ، وإنه طيب لمن أخذه من الناس ، وإنه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه ولا طريقا يردونه من بر أو بحر . 
هذا كتاب جهيم بن الصلت  وشرحبيل بن حسنة  بإذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . 
وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل أذرح  كتابا قال محمد بن عمر   : نسخت كتابهم فإذا فيه : "بسم الله الرحمن الرحيم . هذا كتاب محمد  النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل أذرح  وجربا  ، إنهم آمنون بأمان الله وأمان محمد ، وإن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة ، والله كفيل عليهم بالنصح والإحسان إلى المسلمين ، ومن لجأ من المسلمين من المخافة والتعزير إذا خشوا على المسلمين فهم آمنون ، حتى يحدث إليهم محمد   - صلى الله عليه وسلم - قبل خروجه" 
قالوا : وأتى أهل جربا  وأذرح  بجزيتهم بتبوك  فأخذها . 
وصالح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل مقنا  على ربع ثمارهم وربع غزولهم   . 
وروى  ابن أبي شيبة  ، والإمام  أحمد  ،  ومسلم  عن  أبي حميد الساعدي   - رضي الله عنه - قال : جاء ابن العلماء صاحب أيلة  إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتاب وأهدى له بغلة بيضاء ، فكتب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهدى له بردا  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					