ذكر بعثه مناديا ينادي : من نزل من العبيد فهو حر 
قال  ابن إسحاق  في رواية  يونس بن بكير   : حدثني عبد الله بن المكرم الثقفي  ، ومحمد بن عمر  عن شيوخه قالوا : نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر" فخرج من الحصن بضعة عشر رجلا : المنبعث  ، وكان اسمه المضطجع فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبعث حين أسلم ، وكان عبدا لعثمان بن عامر بن معتب  ، وكان جوادا روميا ، والأزرق بن عقبة بن الأزرق  وكان عبدا لكلدة - بفتح الكاف وسكون اللام ، وبالدال المهملة - الثقفي  ثم صار حليفا في بني أمية  ، ووردان  وكان عبدا لعبد الله بن ربيعة الثقفي  ، ويحنس - بضم التحتية وفتح الحاء المهملة والنون المشددة وبالسين المهملة - النبال وكان عبدا ليسار بن مالك الثقفي ، وأسلم سيده بعد ، فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه ولاءه ، وإبراهيم بن جابر  ، وكان عبدا لخرشة - بفتح الخاء المعجمة والراء والشين المعجمة الثقفي  ، ويسار ، وكان عبدا لعثمان بن عبد الله   . وأبو بكرة نفيع - بضم النون وفتح الفاء وسكون التحتية - بن مسروح -  بفتح الميم وسكون السين المهملة وضم الراء وبالحاء المهملة - وكان عبدا للحارث بن كلدة  ، وإنما كني بأبي بكرة لأنه نزل في بكرة من الحصن ، ونافع أبو السايب  وكان عبدا لغيلان بن سلمة  ، فأسلم غيلان  بعد ، فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولاءه إليه ، ونافع بن مسروح  ، ومرزوق غلام لعثمان بن عبد الله   . 
وروى الإمام  أحمد  عن  ابن عباس   - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف   "من خرج إلينا من العبيد فهو حر" فخرج عبيد من العبيد فيهم أبو بكرة ، فأعتقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  . 
وروى الشيخان عن  أبي عثمان النهدي  قال : سمعت سعدا   - وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله   - وأبا بكرة - وكان قد تسور حصن الطائف  قالا : سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : 
من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم  فالجنة عليه حرام 
. وفي رواية نزل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة  [ ص: 385 ] وعشرون من الطائف   - فشق ذلك على أهل الطائف  مشقة شديدة ، واغتاظوا على غلمانهم - فأعتقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ويحمله فكان  أبو بكرة  إلى عمرو بن سعيد بن العاص  ، وكان الأزرق  ، إلى  خالد بن سعيد بن العاص  ، وكان وردان  إلى  أبان بن سعيد بن العاص  ، وكان يحنس النبال  إلى  عثمان بن عفان  ، وكان يسار بن مالك  إلى  سعد بن عبادة  ، وكان إبراهيم بن جابر  إلى  أسيد بن الحضير  ، وأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقرئوهم القرآن ، ويعلموهم السنن ، فلما أسلمت ثقيف  تكلمت أشرافهم في هؤلاء المعتقين ، منهم الحارث بن كلدة يردونهم إلى الرق ، 
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أولئك عتقاء الله ، لا سبيل إليهم  . 
				
						
						
