بيان الغضب هل يمكن إزالة أصله بالرياضة  أم لا . 
؟ اعلم أنه ظن ظانون أنه يتصور محو الغضب بالكلية ، وزعموا أن الرياضة إليه تتوجه ، وإياه تقصد وظن آخرون أنه أصل لا يقبل العلاج وهذا رأي من يظن أن الخلق كالخلق وكلاهما لا يقبل التغيير وكلا الرأيين ضعيف بل الحق فيه ما نذكره ، وهو أنه ما بقي الإنسان يحب شيئا ، ويكره شيئا ، فلا يخلو من الغيظ والغضب ، وما دام يوافقه شيء ، ويخالفه آخر ، فلا بد من أن يحب ما يوافقه ، ويكره ما يخالفه . 
والغضب يتبع ذلك ، فإنه مهما أخذ منه محبوبه غضب لا محالة وإذا ، قصد بمكروه غضب لا محالة إلا أن ما يحبه الإنسان ينقسم إلى ثلاثة أقسام . 
; الأول : ما هو ضرورة في حق الكافة كالقوت والمسكن والملبس وصحة البدن فمن قصد بدنه بالضرب ، والجرح ، فلا بد وأن يغضب وكذلك إذا أخذ منه ثوبه الذي يستر عورته وكذلك إذا أخرج من داره التي هي مسكنه أو أريق ماؤه الذي لعطشه ، فهذه ضرورات لا يخلو الإنسان من كراهة زوالها ومن غيظ على من يتعرض لها . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					