ذكر حجج المائلين إلى المخالطة  ووجه ضعفها . 
احتج هؤلاء بقوله تعالى : ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا  الآية وبقوله تعالى : فألف بين قلوبكم  امتن على الناس بالسبب المؤلف وهذا ضعيف؛ لأن المراد به تفرق الآراء واختلاف المذاهب في معاني كتاب الله وأصول الشريعة . 
والمراد بالألفة نزع الغوائل من الصدور وهي الأسباب المثيرة للفتن المحركة للخصومات والعزلة لا تنافي ذلك . 
واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم : المؤمن آلف مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف  . 
وهذا ضعيف لأنه إشارة إلى مذمة سوء الخلق تمتنع بسببه المؤالفة ولا يدخل تحته الحسن الخلق الذي إن خالط ألف وألف ولكنه ترك المخالطة اشتغالا بنفسه وطلبا للسلامة من غيره . 
     	
		
				
						
						
