منها أن لا يكون مسارعا إلى الفتيا  بل يكون متوقفا ومحترزا ما وجد إلى الخلاص سبيلا . 
فإن سئل عما يعلمه تحقيقا بنص كتاب الله أو بنص حديث أو إجماع أو قياس جلي أفتى وإن سئل عما يشك فيه قال لا أدري وإن سئل عما يظنه باجتهاد وتخمين احتاط ودفع عن نفسه وأحال على غيره إن كان في غيره غنية هذا هو الحزم ; لأن تقلد خطر الاجتهاد عظيم  وفي الخبر العلم ثلاثة كتاب ناطق وسنة قائمة ولا أدري قال الشعبي لا أدري نصف العلم . 
ومن سكت حيث لا يدري لله تعالى فليس بأقل أجرا ممن نطق لأن الاعتراف بالجهل أشد على النفس فهكذا كانت عادة الصحابة والسلف رضي الله عنهم . 
كان ابن عمر إذا سئل عن الفتيا قال : اذهب إلى هذا الأمير الذي تقلد أمور الناس فضعها في عنقه وقال  ابن مسعود رضي الله عنه  إن الذي يفتي الناس في كل ما يستفتونه لمجنون وقال جنة العالم لا أدري فإن أخطأها فقد أصيبت مقاتله . 
وقال  إبراهيم بن أدهم رحمه الله  ليس شيء أشد على الشيطان من عالم يتكلم بعلم ويسكت بعلم ، يقول : انظروا إلى هذا سكوته أشد علي من كلامه . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					