وقوله: والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء   : مذهب  مجاهد  وغيره: أن الشهداء والصديقين المؤمنون، وأنه متصل، وروي معناه عن النبي عليه الصلاة والسلام، فلا يوقف على هذا قوله: {الصديقون} ، ومعنى لهم أجرهم ونورهم   : للمؤمنين أجر الشهداء ونورهم. 
وروي عن  ابن عباس،   ومسروق،  وغيرهما: أن الشهداء غير الصديقين؛ فـ {الشهداء} على هذا منفصل مما قبله، والوقف على قوله: {الصديقون} حسن؛  [ ص: 340 ] والمعنى: والشهداء عند ربهم لهم أجر أنفسهم، ونور أنفسهم. 
وقوله: كمثل غيث أعجب الكفار نباته   : {الكفار} ههنا: الزراع؛ لأنهم يغطون البذر، وقيل: عنى به الكفار بالله عز وجل، لأن الدنيا تعجبهم أكثر من المؤمنين. 
وقوله: وفي الآخرة عذاب شديد  أي: للكفار: والوقف عليه حسن، ويبتدأ: ومغفرة من الله ورضوان  ؛ أي: للمؤمنين. 
وقوله: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها   : الضمير في {نبرأها} عائد على (النفوس) ، أو {الأرض} ، أو (المصائب) ، أو على الجميع. 
وقوله: لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم  أي: أعلمكم الله أن الأمور قد فرغ منها، لكيلا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم. 
 ابن عباس:  ليس من أحد إلا وهو يحزن ويفرح، ولكن المؤمن من يجعل مصيبته صبرا، وغنيمته شكرا.  
والحزن والفرح المنهي عنهما: هما اللذان يتعدى فيهما إلى ما لا يجوز.  
وقوله: وأنـزلنا الحديد فيه بأس شديد  يعني: السلاح، ومنافع للناس   : قال  مجاهد:  جنة، وقيل: يعني: انتفاع الناس بالماعون من الحديد. 
وقوله: وليعلم الله من ينصره  أي: أنزل الحديد؛ ليعلم من ينصره. 
وقوله: ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم  أي: على آثار الذرية، وقيل: على آثار نوح  وإبراهيم،  وجاء بلفظ الجمع. 
 [ ص: 341 ] وقوله: وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة   : هذا هو الوقف، ثم قال: ورهبانية ابتدعوها   : [أي: وابتدعوا رهبانية]، و(الرهبانية) : من الرهبة. 
وقوله: ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله  يعني: أنه لم يفرضها عليهم، إنما ابتدعوها من أنفسهم، وقوله: إلا ابتغاء رضوان الله   : استثناء منقطع، أو بدل من الهاء والألف في {كتبناها} . 
وقوله: فما رعوها حق رعايتها  أي: ما قاموا بها حق القيام، وهذا خصوص، لأن الذين لم يرعوها بعض القوم. 
وقوله: فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم  أي: الذين رعوا ذلك الحق، وهذه الآية دالة على أن كل محدث بدعة؛ فينبغي لمن ابتدع خيرا أن يدوم عليه،  ولا يعدل عنه إلى ضده فيدخل في الآية. 
وقوله: يؤتكم كفلين من رحمته  أي: مثلين من الأجر على إيمانكم بعيسى وبمحمد عليه الصلاة والسلام. 
 ابن زيد:  أجر الدنيا، وأجر الآخرة. 
ابن عمر: إن الكفلين ثلاث منه جزء، وستة وثلاثون جزءا من الرحمة. 
وقوله: ويجعل لكم نورا تمشون به   : [أي: هدى، عن مجاهد، وقيل: نورا  [ ص: 342 ] تمشون به] يوم القيامة. 
وقوله: لئلا يعلم أهل الكتاب  أي: ليعلم، و(لا) : صلة. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					