التفسير: 
قال  عكرمة،   وقتادة:   (الطور) : الجبل،  مجاهد:  هو بالسريانية؛ والمراد به: طور سيناء، وقيل: هو جبل بمدين.  
وكتاب مسطور  أي: مكتوب. 
وقوله: في رق منشور  أي: في صحيفة، والمراد به فيما ذكره المفسرون-: الكتاب الذي يعطاه العبد يوم القيامة. 
وقوله: والبيت المعمور   : قال  علي،   وابن عباس،  وغيرهما: هو بيت في السماء الرابعة حيال الكعبة، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم يخرجون منه، فلا يعودون إليه. 
قال  علي  رضي الله عنه: هو في السماء السادسة. 
 [ ص: 237 ] وقال  ابن عباس:  حذاء العرش، وعن  ابن عباس  أيضا أنه قال: لله في السماوات والأرضين خمسة عشر بيتا: سبعة في السماوات، وسبعة في الأرضين، والكعبة، وكلها مقابلة للكعبة. 
وقوله: والسقف المرفوع  يعني: السماء. 
والبحر المسجور   : قال  مجاهد:  الموقد، وقد جاء في الخبر:  ((أن البحر يسجر يوم القيامة، فيكون نارا))  . 
 قتادة:   {المسجور} : المملوء، فيجوز أن يكون المملوء نارا، فيكون كالقول المتقدم. 
 ابن عباس:   {المسجور} : الذي ذهب ماؤه، وعنه أيضا: {المسجور} : المحبوس. 
 علي  رضي الله عنه: هو بحر تحت العرش. 
وقوله: يوم تمور السماء مورا  أي: تدور دورا، عن  مجاهد،   الضحاك:  يموج بعضها في بعض. 
وقوله: يوم يدعون إلى نار جهنم دعا  أي: يدفعون. 
وقوله: هذه النار  أي: يقال لهم: هذه النار. 
 [ ص: 238 ] وقوله: أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون   : هذا استفهام، معناه: التقرير والتوبيخ. 
وتقدم القول في معنى {فاكهين} ، و(السرر المصفوفة) ، و(الحور العين) . 
وقوله: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم   : قال  ابن عباس:  إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه وإن كانوا دونه في العمل؛ لتقر بهم عينه، وتلا هذه الآية، وعنه أيضا أنه قال: إن الله ليلحق بالمؤمن من ذريته الصغار الذين لم يبلغوا الإيمان.  
و(الذرية) : تقع على الصغار والكبار، فإن جعلت ههنا الصغار، كان قوله: {بإيمان} في موضع الحال من المفعولين، وكان التقدير: بإيمان من الآباء، وإن جعلت (الذرية) للكبار؛ كان قوله: {بإيمان} حالا من الفاعلين. 
وقوله: وما ألتناهم من عملهم من شيء  أي: ما أنقصنا الآباء من ثواب عملهم مع إلحاق ذريتهم بهم- شيئا. 
 ابن زيد:  المعنى: واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بالذرية أبناءهم الصغار الذين  [ ص: 239 ] لم يبلغوا العمل، فالهاء والميم على هذا القوم لـ (الذرية) . 
وقوله: يتنازعون فيها كأسا  أي: يتناولها بعضهم من بعض. 
لا لغو فيها ولا تأثيم   : قال  مجاهد:  لا يستبون فيها ولا يؤثمون. 
وقوله: كأنهم لؤلؤ مكنون  أي: مصون، لم تمر به الأيدي. 
وقوله: إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين  أي: مشفقين من عذاب الله. 
وقوله: ووقانا عذاب السموم  أي: عذاب نار السموم. 
وقوله: فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون   : هذا رد لقولهم في النبي صلى الله عليه وسلم. 
وقوله: أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون   : قال  ابن عباس:  يعني: الموت، وقيل: المعنى: نتربص به حوادث الدهر؛ من الموت، أو المرض، أو الغلبة، أو نحو ذلك من المنون، و {المنون} أيضا: الدهر. 
 الأصمعي:   {المنون} : واحد لا جماعة له،  الأخفش:  هو جماعة لا واحد له،  الفراء:   {المنون} : يقع للواحد والجمع. 
و {المنون} : يذكر ويؤنث، فمن ذكره؛ جعله الدهر، أو الموت، ومن أنث؛ فعلى الحمل على المعنى؛ كأنه أراد: المنية. 
 [ ص: 240 ]  الأصمعي:  قيل للدهر: {المنون} ؛ لأنه يذهب بمنة الحيوان؛ أي: قوته، وكذلك المنية. 
 أبو عبيدة:  قيل للدهر: (منون) ؛ لأنه مضعف؛ من قولهم: (حبل منين) . 
وقوله: أم تأمرهم أحلامهم بهذا  أي: عقولهم، أم هم قوم طاغون  أي: أم طغوا بغير عقول. 
وقوله: أم خلقوا من غير شيء  أي: من غير صانع صنعهم، وقيل: {من} بمعنى: اللام؛ والمعنى: لغير شيء. 
وقوله: أم هم الخالقون  أي: أم يقولون: إنهم خلقوا أنفسهم؟ 
وقوله: أم عندهم خزائن ربك  أي: أم عندهم ذلك؛ فيستغنوا عن الله، ويعرضوا عن أمره؟ 
وقوله: هم المصيطرون   : قال  أبو عبيدة:  أي: الأرباب، وقيل: الجبارون. 
وقوله: أم لهم سلم يستمعون فيه   : قيل: معناه: يستمعون [به، وقيل: معناه: يستمعون] عليه. 
وقوله: فليأت مستمعهم بسلطان مبين  أي: بحجة بينة أن هذا الذي هم عليه حق. 
وقوله: أم تسألهم أجرا  أي: على تبليغ الرسالة؛ فهم من مغرم مثقلون  أي: فهم من المغرم الذي تطلبهم به مثقلون. 
 [ ص: 241 ] وقوله: أم عندهم الغيب فهم يكتبون  أي: يكتبون للناس ما أرادوه من علم الغيوب. 
وقوله: أم يريدون كيدا  أي: أم يريدون مكرا بك ؟ فهم المكيدون؛ أي: الممكور بهم. 
وقوله: وإن يروا كسفا من السماء ساقطا  الآية: قال ذلك؛ لقولهم: أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا   [الإسراء: 92]، فأعلم أنه لو فعل ذلك؛ لقالوا: سحاب مركوم  ؛ أي: بعضه فوق بعض. 
وقوله: فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون  أي: يموتون. 
قال  ابن عباس:  عذاب القبر، ابن زيد: مصائب الدنيا،  مجاهد:  الجوع، وقيل: يعني: يوم القيامة. 
وقوله: فإنك بأعيننا  أي: نحن نحوطك ونرعاك. 
وتقدم القول فيما بعد ذلك. 
				
						
						
