وقوله تعالى أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها   : قال  ابن عباس   وسعيد بن جبير:  إنما هو (حتى تستأذنوا) ; ومعنى ذلك والله أعلم: أن معنى {تستأنسوا} راجع إلى (تستأذنوا) ، ولا تصح رواية من روى أن الكاتب غلط فيها. 
و (الاستئناس) في اللغة: الاستعلام، ومنه: فإن آنستم منهم رشدا   [النساء:6]. 
 [ ص: 520 ] وعن  ابن عباس:  أن في الكلام تقديما وتأخيرا; والمعنى حتى تسلموا على أهلها، وتستأنسوا. 
وقال بعض المفسرين: معنى حتى تستأنسوا   : أن يعلم الداخل أن المدخول عليه لا يكره دخوله. 
 مجاهد:   (الاستئناس) : التنخم، والتنحنح. 
ثم استثنى الله ـ عز وجل ـ البيوت التي على الطرق التي ينزلها المسافرون، فقال: ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم   . 
وقال  عكرمة،   والحسن:  هذا نسخ لبعض ما في الآية الأولى، نسخ منها البيوت التي هي غير مسكونة. 
وقيل: الآيتان محكمتان; فالأولى: في البيوت التي لها أرباب، والثانية: في البيوت التي لا أرباب لها. 
 [ ص: 521 ]  مجاهد:  كانت بيوتا في طرق المدينة، يجعل الناس فيها أمتعتهم. 
محمد بن الحنفية: هي بيوت الخانات والسوق. 
 جابر بن زيد:  ليس يعني بـ (المتاع) الجهاز، إنما هو البيت ينظر إليه، والخربة يدخلها; لقضاء حاجته، وكل متاع الدنيا منفعة. 
ولا تدخل البيوت التي في الخانات التي ينفرد بها الناس إلا بإذن في قول سائر العلماء.  
				
						
						
