[ ص: 248 ] وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة   روي: أن سبب ذلك: أن رجلا قتل عمه بسبب ابنة خطبها إليه فلم يزوجها منه، ورمى قوما بقتله، وكانت البقرة التي ذبحت فيما روي- لرجل صالح تركها في غيضة، واستودعها الله تعالى، ومات، وترك ولدا، ولم يكن أحد يقدر على أن يقرب من البقرة، فلما لم توجد الصفة التي ذكرها الله تعالى إلا فيها; اشتروها بملء جلدها ذهبا، [وقيل: بوزنها]، وقيل: بوزنها عشر مرات. 
وقال  طلحة بن مصرف   : نزلت البقرة من السماء، ولما ذبحت; ضرب القتيل بعضو من أعضائها قيل: بفخذها، عن  مجاهد،  وقال  أبو العالية   : بعظم من عظامها،  السدي:  بالبضعة التي بين الكتفين،  الفراء   : بذنبها- فحيي القتيل، فأخبر بقاتله، ثم مات. 
وقوله: إنها بقرة لا فارض ولا بكر   : (الفارض) : المسنة، و (البكر) : الصغيرة. 
 مجاهد   : (البكر) : التي لم تلد، و (العوان) : التي ولدت بطنا أو بطنين، [والحرب العوان: التي قد قوتل فيها مرة أو أكثر]. 
 [ ص: 249 ] وقوله: بين ذلك  يعني: بين الصفتين المذكورتين. 
فافعلوا ما تؤمرون  في هذا دليل على أن الأمر على الفور،  وهو مذهب أكثر الفقهاء، ويدل على صحة ذلك: أن الله تعالى استقصرهم حين لم يبادروا إلى فعل ما أمرهم به، فقال: فذبحوها وما كادوا يفعلون   . 
				
						
						
