الخامس : ادعى  الزمخشري  في كشافه " أن   " أنما " المفتوحة  للحصر . قاله في قوله تعالى : { إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد    } وبه صرح التنوخي  في الأقصى القريب " وأنكره الشيخ ابن حيان  ، وقال : إنما يعرف في المكسورة لا المفتوحة . واعتراضه مردود بوجهين : أحدهما : أن المكسورة هي الأصل ، وأن المفتوحة فرعها على الصحيح وإذا ثبت هذا الحكم في المكسورة ، ثم عرض لها الفتح لقيامها مقام المفرد ، فالقياس يقتضي بقاء ذلك المعنى . وثانيهما : أن  الزمخشري  بناه على رأيه في إنكار الصفات . نعم رأيت في كتاب  سيبويه    " ما يدل على أنها لا تقتضي الحصر ، فإنه قال في باب " إنما " واعلم أن كل شيء يقع فيه " أن " يقع " أنما " وما بعدها صلتها كما في " الذي " ولا تكون هي عاملة فيما بعدها كما لا يكون " الذي " عاملا  [ ص: 249 ] فيما بعد ، فمن ذلك قوله تعالى { إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد    } فإنما وقعت " أنما " هاهنا ; لأنك لو قلت : أن إلهكم إله واحد كان حسنا . انتهى . 
				
						
						
