مسألة [ ليست القراءات اختيارية ] 
وليست القراءات اختيارية  ، ولهذا قال  سيبويه  في كتابه " في قوله تعالى : { ما هذا بشرا    } وبنو تميم  يرفعونها إلا من درى كيف هي في المصحف ، وإنما كان ذلك ، لأن القراءة سنة مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا تكون القراءة بغير ما روي عنه . ا هـ . خلافا  للزمخشري  حيث اعتقد أن القراءات اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء . ورد على  حمزة  قراءته { والأرحام } بالخفض ، ومثله ما حكي عن أبي زيد  ،  والأصمعي  ، ويعقوب الحضرمي  أنهم خطئوا  حمزة  في قراءته { وما أنتم بمصرخي    } بكسر الياء المشددة . 
وقالوا : إنه ليس ذلك في كلام العرب  ،  [ ص: 216 ] وأنه كان يلحن في القراءات ، وما يروى أيضا أن  يزيد بن هارون  أرسل إلى  أبي الشعثاء  بواسط  لا تقرأ في مسجدنا قراءة  حمزة    . وما حكي عن  المبرد  أنه قال : لا تحل القراءة بها يعني قراءة { والأرحام } بالكسر . 
والصواب : أن  حمزة  إمام مجمع على جلالته ومعقود على صحة روايته ، ولقد هجن  المبرد  فيما قال ، إن صح عنه ، فقد ند قلت : هذه القراءة عن جماعة من الصحابة والتابعين ، منهم  ابن مسعود  ،  وابن عباس  ، والحسن  ،  ومجاهد   وقتادة  ،  والنخعي  ،  والأعمش  ، والقراءة سنة متبوعة متلقاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توقيفا ، فلا يجوز لأحد أن يقرأ إلا بما سمعه ، ولا مجال للاجتهاد في ذلك  ، وقراءة  حمزة  متواترة ، وهي موافقة لكلام العرب    . وقد جاء في أشعارهم ونوادرهم مثلها كثيرا ، ولهذا اعتد بها ابن مالك  في هذه المسألة ، واختار جواز العطف على المضمر المجرور من غير إعطاء الجار وفاقا للكوفيين    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					