تنبيه [ شرط صحة تحمل الرواية    ] هذه الشروط إنما تعتبر حالة الأداء لا حالة التحمل . ولهذا تقبل رواية ما تحمله في حال صباه وكفره وفسقه ، وأداه في حالة الكمال على ما سبق ، وشرط صحة التحمل وجود التمييز فقط . قاله الماوردي  ، والروياني  ، قالا : فلو كان الصبي غير مميز لم يصح تحمله ، قالا : وعلى متحمل السنة أن يرويها إذا سئل عنها ، ولا يلزمه روايتها إذا لم يسأل عنها ، إلا أن يجد الناس على خلافها .  [ ص: 210 ] فصل [ رواية الأعمى    ] ولا يشترط أن يكون الراوي بصيرا ، بل يقبل خبر الأعمى الضابط ، واختلفوا في جواز سماعه ، والصحيح الجواز إذا حصلت الثقة به ، بأن يكون ضابطا للصوت ، بدليل إجماع الصحابة على قبول حديث  عائشة    ( رضي الله عنها ) من خلف ستر ، وهم في تلك الحالة كالعميان . وقد قبلوا خبر  ابن أم مكتوم  وعتبان بن مالك  ، وحكى الرافعي  في كتاب الشهادات في رواية الأعمى وجهين ، وأن الإمام  والغزالي  صححا المنع ، وأن الأصح عند الأكثرين الجواز لما ذكرنا . قال : ومحل الخلاف إذا تحملها وهو أعمى ، فأما ما سمعه قبل العمى ، فتقبل روايته في العمى بلا خلاف ، أي للإجماع على قبول روايات  ابن عباس  وغيره ممن طرأ العمى عليه . 
				
						
						
