آخر 
 272  - أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الأصبهاني   - بها - أن فاطمة  [ ص: 228 ] بنت عبد الله  أخبرتهم ، أبنا محمد بن عبد الله  ، أبنا  سليمان بن أحمد الطبراني  ، ثنا  إسحاق بن إبراهيم الدبري  ، عن  عبد الرزاق  ، عن  معمر  ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم  ، عن  أبي الطفيل  قال : كانت الكعبة  في الجاهلية مبنية بالرضم ليس فيها مدر ، وكانت قدر ما يقتحمها العناق ، وكانت غير مسقوفة ، إنما توضع ثيابها عليها ثم تسدل سدلا عليها ، وكان الركن الأسود  موضوعا على سورها باديا ، وكانت ذات ركنين كهيئة الحلقة ، فأقبلت سفينة من أرض الروم  حتى إذا كانوا قريبا من جدة  انكسرت السفينة ، فخرجت قريش  ليأخذوا خشبها ، فوجدوا روميا عندها ، فأخذوا الخشب أعطاهم إياها ، وكانت السفينة تريد الحبشة  ، وكان الرومي الذي في السفينة نجارا ، فقدموا بالخشب وقدموا بالرومي ، فقالت قريش   : نبني بهذا الخشب الذي في السفينة بيت ربنا ، فلما أرادوا هدمه إذا هم بحية على سور البيت  مثل قطعة الجائز ، سوداء الظهر بيضاء البطن ، فجعلت كلما دنا أحد إلى البيت  ليهدمها أن يأخذ من حجارته سعت إليه فاتحة فاها ، فأجمعت قريش  عند المقام  فعجوا إلى الله وقالوا : ربنا لم ترع ، أردنا تشريف بيتك وتزيينه ، فإن كنت ترضى بذلك وإلا فما بدا لك فافعل ، فسمعوا خوارا في السماء ، فإذا هم بطائر أسود الظهر وأبيض البطن والرجلين ، أعظم من النسر ، فغرز مخلابه في رأس الحية حتى انطلق بها يجرها ، ذنبها أعظم من كذا وكذا ، ساقطا ، فانطلق بها نحو أجياد  ، فهدمتها قريش  وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي ، تحملها قريش  على رقابها ، فرفعوا في السماء عشرين ذراعا ، فبينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يحمل حجارة من أجياد وعليه نمرة ، فضاقت عليه النمرة ، فذهب يضع النمرة على عاتقه ، فبرز عورته من صغر النمرة ، فنودي :  [ ص: 229 ] يا محمد  ، خمر عورتك ، فلم ير عريانا بعد ذلك ، وكان بين بنيان الكعبة  وبين ما أنزل عليه خمس سنين ، وبين مخرجه وبنيانها خمس عشرة سنة   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					