[ ص: 171 ] ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم  لأبي موسى  بمغفرة ذنوبه 
 7198  - أخبرنا  أحمد بن علي بن المثنى  حدثنا  محمد بن العلاء بن كريب  حدثنا  أبو أسامة  حدثنا  بريد  عن  أبي بردة  عن  أبي موسى  قال : لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر  على جيش إلى أوطاس  ، فلقي دريد بن الصمة  ، فقتل دريدا  وهزم الله أصحابه ، ورمي  أبو عامر  في ركبته ، رماه رجل  [ ص: 172 ] من بني جشم بسهم ، فأثبته في ركبته ، فانتهيت إليه ، فقلت : يا عم من رماك ؟ فأشار إلى أن ذاك قاتلي ، يريد ذلك الذي رماني ، قال  أبو موسى   : فقصدت له فلحقته ، فلما رآني ولى عني ذاهبا ، فاتبعته وجعلت أقول : ألا تستحي ، ألا تثبت ؟ ألا تستحي ؟ ألست عربيا ؟ فكف فالتقيت أنا وهو فاختلفنا ، فضربته بالسيف ، فقتلته ، ثم رجعت ، فقلت : قد قتل الله صاحبك قال : فانزع هذا السهم ، فنزعته ، فنزل منه الماء ، فقال : يا ابن أخي ، انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقرئه مني السلام ، وقل له : يقول لك : استغفر لي ، قال : واستخلفني  أبو عامر  ومكث يسيرا ، ثم إنه مات ، فلما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخلت عليه وهو في بيت على سرير ، وقد أثر السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنبيه ، فأخبرته خبرنا وخبر أبي عامر  ، وقلت له : إنه قال : قل له يستغفر لي قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء ، فتوضأ منه ورفع يديه ، ثم قال : اللهم اغفر لعبيد أبي عامر  ، اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك ، فقلت : ولي يا رسول الله ، فاستغفر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اغفر  لعبد الله بن قيس  ذنبه ، وأدخله مدخلا كريما ،  قال  أبو بردة   : أحدهما لأبي عامر  ،  [ ص: 173 ] وأحدهما  لأبي موسى   . 
				
						
						
