[ ص: 228 ]  [ ص: 229 ] ذكر البيان بأن كاتب الكتاب بين المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين قريش  مما وصفنا كان  علي بن أبي طالب  رضوان الله عليه 
 4873  - أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك  قال : حدثنا محمد بن عثمان العجلي  قال : حدثنا  عبيد الله بن موسى  عن  إسرائيل  عن  أبي إسحاق  عن  البراء  ، قال : اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة فأبى أهل مكة  أن يدعوه أن يدخل مكة  ، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا : هذا ما قاضى عليه محمد  رسول الله ، فقالوا : لا نقر بهذا ، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا ، ولكن أنت محمد بن عبد الله  ، فقال : أنا رسول الله ، وأنا محمد بن عبد الله  ، فقال  لعلي   : امح رسول الله ، قال : والله لا أمحوك أبدا ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب ، فأمر فكتب مكان رسول الله محمدا  ، فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله  ، أن لا يدخل مكة  بالسلاح إلا السيف في القرب ، ولا يخرج منها بأحد يتبعه ، ولا يمنع أحدا من أصحابه إن أراد أن يقيم بها ، فلما دخلها ومضى الأجل أتوا  عليا  ، فقالوا : قل لصاحبك فليخرج عنا ، فقد مضى الأجل ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتبعتهم بنت حمزة  تنادي : يا عم ، يا عم ، فتناولها  علي  رضوان الله عليه ، فأخذ بيدها ، وقال : لفاطمة  دونك ابنة عمك ، فحملتها ،  [ ص: 230 ] فاختصم فيها  علي  ، وزيد  ، وجعفر  فقال  علي   : أنا أخذتها ، وهي ابنة عمي ، وقال جعفر   : ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد   : ابنة أخي ، فقضى بها رسول الله لخالتها ، وقال : الخالة بمنزلة الأم ، وقال  لعلي   : أنت مني ، وأنا منك ، وقال لجعفر   : أشبهت خلقي وخلقي ، وقال لزيد   : أنت أخونا ومولانا .  
				
						
						
