ذكر البيان بأن  ثمامة  ربط إلى سارية في وقت أسره . 
 1239  - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ،  قال : حدثنا  عيسى بن حماد ،  قال : أخبرنا  الليث  ، عن  سعيد المقبري  ، أنه سمع  أبا هريرة  ، يقول : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد  ، فجاءت برجل من بني حنيفة  يقال له : ثمامة بن أثال  سيد أهل اليمامة  ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،  [ ص: 43 ] فقال : ما عندك يا  ثمامة  ؟ قال : عندي يا محمد  خير ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت ، فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى كان الغد ، ثم قال له : ما عندك يا  ثمامة  ؟ قال : ما قلت لك : إن تنعم تنعم على شاكر ، وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت ، فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان بعد الغد ، فقال له : ما عندك يا  ثمامة  ؟ فقال : عندي ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر ، وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أطلقوا ثمامة ،  فانطلق إلى نخل قريب من المسجد ، فاغتسل ، ثم دخل المسجد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا  رسول الله ، يا محمد  والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فقد أصبح دينك أحب الدين كله إلي ، والله ما كان بلد أبغض إلي من بلدك ، فقد أصبح بلدك أحب البلاد إلي ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة  ، قال له قائل : صبوت ؟ قال : لا ، ولكن أسلمت مع محمد  رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا والله لا تأتيكم من اليمامة  حبة حنطة  [ ص: 44 ] حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم   . 
قال  أبو حاتم  رضي الله عنه : في هذا الخبر دليل على إباحة التجارة إلى دور الحرب لأهل الورع . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					