الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

نخب الأفكار شرح معاني الآثار

بدر الدين العيني - أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى

صفحة

جزء

6095 ص: وكان من الحجة لهم في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - الذي ذكرنا : أنه إنما أخبر فيه ابن عمر أن رسول الله -عليه السلام - رجم يهودية ويهوديا حين تحاكموا إليه ، ولم يقل : إن رسول الله -عليه السلام - قال : إنما رجمتهم لأنهم تحاكموا إلي ، ولو كان قال ذلك لعلم أن الحكم منه إنما يكون إليه بعد أن يتحاكم إليه ، وأنهم إذا لم يتحاكموا إليه لم ينظر في أمورهم ، ولكنه لم يجئ هكذا ، وإنما جاء عنه أنه رجمهما حين تحاكموا إليه ، فإنما أخبر عن فعل النبي -عليه السلام - وحكمه إذا تحاكموا إليه ، ولم يخبر عن حكمهم عنده قبل أن يتحاكموا إليه هل يجب عليهم فيه إقامة الحد عليهم أم لا ; فبطل أن يكون في هذا الحديث دلالة في ذلك عن رسول الله -عليه السلام - ولا عن ابن عمر من رأيه .

6095 ص: وَكَانَ مِنَ الْحُجَّةِ لَهُمْ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - الَّذِي ذَكَرْنَا : أَنَّهُ إِنَّمَا أَخْبَرَ فِيهِ ابْنُ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -عَلَيْهِ السَّلَامُ - رَجَمَ يَهُودِيَّةً وَيَهُودِيًّا حِينَ تَحَاكَمُوا إِلَيْهِ ، وَلَمْ يَقُلْ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَالَ : إِنَّمَا رَجَمْتُهُمْ لِأَنَّهُمْ تَحَاكَمُوا إِلَيَّ ، وَلَوْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ لَعُلِمَ أَنَّ الْحُكْمَ مِنْهُ إِنَّمَا يَكُونُ إِلَيْهِ بَعْدَ أَنْ يُتَحَاكَمَ إِلَيْهِ ، وَأَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يَتَحَاكَمُوا إِلَيْهِ لَمْ يَنْظُرْ فِي أُمُورِهِمْ ، وَلَكِنَّهُ لِمَ يَجِئْ هَكَذَا ، وَإِنَّمَا جَاءَ عَنْهُ أَنَّهُ رَجَمَهُمَا حِينَ تَحَاكَمُوا إِلَيْهِ ، فَإِنَّمَا أَخْبَرَ عَنْ فِعْلِ النَّبِيِّ -عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَحُكْمِهِ إِذَا تَحَاكَمُوا إِلَيْهِ ، وَلَمْ يُخْبِرْ عَنْ حُكْمِهِمْ عِنْدَهُ قَبْلَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَيْهِ هَلْ يَجِبُ عَلَيْهِمْ فِيهِ إِقَامَةُ الْحَدِّ عَلَيْهِمْ أَمْ لَا ; فَبَطَلَ أَنْ يَكُونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ فِي ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَلَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ رَأْيِهِ .

التالي السابق

الشرح

ش: أي : وكان من الدليل والبرهان لهؤلاء الآخرين في حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - . . . . إلى آخره ، وأراد بذلك الجواب عن حديثه الذي احتج به أهل المقالة الأولى فيما ذهبوا إليه ، حاصله : أنه لا يدل على ما ادعوا من ذلك ، وبين ذلك بقوله : "ولم يقل : إن رسول الله -عليه السلام - قال . . . . " إلى آخره ، وهو ظاهر .

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث