1838 1839 1840 1841 ص: قد ذكرنا في باب "التطبيق في الركوع" عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - "أنه صلى بعلقمة 5 والأسود، فجعل أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، قال: ثم ركعنا فوضعنا أيدينا على ركبنا، فضرب أيدينا بيده وطبق، فلما فرغ قال: هكذا فعل رسول الله - عليه السلام -".
فاحتمل ذلك عندنا أن يكون ما ذكره عن النبي - عليه السلام - أنه فعله هو التطبيق، ويحتمل أن يكون هو التطبيق وإقامة أحد المأمومين عن يمينه والآخر عن شماله، فأردنا أن ننظر، هل في شيء من الروايات ما يدل على شيء من ذلك؟
فإذا حسين بن نصر قد حدثنا، قال: سمعت يزيد بن هارون ، قال: ثنا محمد ابن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، قال: " دخلت أنا وعمي على عبد الله بالهاجرة، فأقام الصلاة، فتأخرنا خلفه، فأخذ أحدنا بيمينه، والآخر بشماله، فجعلنا عن يمينه وعن يساره، فلما فرغ قال: هكذا كان رسول الله - عليه السلام - يصنع إذا كانوا ثلاثة". .
قال أبو جعفر -رحمه الله-: فهذا الحديث يخبر أن قول ابن مسعود: " هكذا فعل رسول الله - عليه السلام -" هو على قيام الرجلين أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، وعلى التطبيق جميعا.
وقد حدثنا أبو بشر الرقي ، قال: ثنا معاذ بن معاذ ، عن ابن عون ، قال: "كنت أنا وشعيب بن الحبحاب عند إبراهيم، فحضرت العصر، فصلى بنا إبراهيم، ، فقمنا
[ ص: 181 ] خلفه، فجرنا، فجعلنا عن يمينه وعن شماله، قال: فلما صلينا وخرجنا إلى الدار قال إبراهيم: ، قال ابن مسعود: هكذا فصلوا، ولا تصلوا كما يصلي فلان. قال: فذكرت ذلك لمحمد بن سيرين ، ولم أسم له إبراهيم، ، فقال: هذا إبراهيم ، قد قال ذاك عن علقمة، ، ولا أرى ابن مسعود فعله إلا لضيق كان في المسجد، أو لعذر رآه فيه، ولا أعلم ذلك من السنة. قال: فذكرته للشعبي ، فقال: قد زعم ذلك علقمة- ابن عون القائل".
ففي هذا الحديث إضافة الفعل إلى ابن مسعود ولم يذكره الشعبي ولا ابن سيرين أن ابن مسعود - رضي الله عنه - ذكره عن النبي - عليه السلام -، ثم ذكره الأسود لابنه عن النبي - عليه السلام -.
وكيف كان المعنى في هذا؟ فقد عورض ذلك بما حدثنا حسين بن نصر ، قال: ثنا مهدي بن جعفر ، قال: ثنا حاتم بن إسماعيل ، عن أبي حزرة المدني يعقوب بن مجاهد ، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، قال: أتينا جابر بن عبد الله ، فقال جابر: " جئت رسول الله - عليه السلام - وهو يصلي حتى قمت عن يساره، فأخذني بيده فأدارني حتى أقامني عن يمينه، وجاء جبار بن صخر فقام عن يساره، فدفعنا بيده جميعا حتى أقامنا خلفه". .
حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنا ابن وهب ، أن مالكا أخبره، عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك: " أن جدته مليكة دعت النبي - عليه السلام - لطعام صنعته، فأكل منه، ثم قال: قوموا فلأصلي لكم، قال أنس: : فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس، فنضحته بماء، فقام رسول الله - عليه السلام - وصففت أنا واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا، فصلى بنا ركعتين ثم انصرف". .


