1156 ص: فإن احتج محتج بالتبكير بها بما حدثنا سليمان بن شعيب ، قال: حدثنا بشر بن بكر ، قال: حدثني الأوزاعي ، قال: حدثني أبو النجاشي ، قال: حدثني رافع بن خديج قال: "كنا نصلي العصر مع النبي -عليه السلام- ثم ننحر الجزور فنقسمه عشر قسم، ثم نطبخ ونأكل لحما نضيجا قبل أن تغيب الشمس" .
[ ص: 494 ] قيل له: قد يجوز أن يكون كانوا يفعلون ذلك بسرعة عمل، وقد أخرت العصر، فليس في هذا الحديث عندنا حجة على من يرى تأخير العصر ، وقد ذكرنا في باب مواقيت الصلاة في حديث بريدة -رضي الله عنه- أن رسول الله -عليه السلام- لما سئل عن مواقيت الصلاة "صلى العصر في اليوم الأول والشمس بيضاء مرتفعة نقية، ثم صلاها في اليوم الثاني والشمس مرتفعة أخرها فوق الذي كان أخرها في اليوم الأول" .
فكان قد أخرها في اليومين جميعا ولم يعجلها في أول وقتها كما فعل في غيرها؛ فثبت بذلك أن وقت العصر الذي ينبغي أن يصلى فيه، هو ما ذهب إليه من ذهب إلى تأخيرها، لا ما ذهب إليه الآخرون.


