4107 [ ص: 541 ] 67 - [باب] وفد بني تميم

4365 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن أبي صخرة، عن صفوان بن محرز المازني، عن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - قال: أتى نفر من بني تميم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " اقبلوا البشرى يا بني تميم". قالوا: يا رسول الله، قد بشرتنا فأعطنا. فريء ذلك في وجهه، فجاء نفر من اليمن، فقال: اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم". قالوا: قد قبلنا يا رسول الله. [انظر:3190 - فتح: 8 \ 83]

التالي السابق

الشرح

مِنْ هُنَا بَدَأَ الْبُخَارِيُّ بِالْوُفُودِ ، وَذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ أَتَى نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. فَرُؤِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ فَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ: "اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ". قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.

هَذَا الْحَدِيثُ سَلَفَ نَحْوُهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي مُوسَى فِي بَابِ غَزْوَةِ الطَّائِفِ .

وَفِيهِ: مَا كَانَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ رِقَّةِ الْقُلُوبِ، وَقَدْ شَهِدَ لَهُمُ الشَّارِعُ بِأَنَّهُمْ أَلْيَنُ قُلُوبًا وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً.

قَالَ الدَّاوُدِيُّ: وَقِيلَ: إِنَّهُ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ وَهُوَ فِي جِهَةِ وَادِي الْقُرَى وَالْمَدِينَةُ وَمَكَّةُ بِجَنْبِ الْيَمَنِ، وَهَذَا إِنَّمَا ذَكَرَهُ الْعُلَمَاءُ فِي قَوْلِهِ: "الْإِيمَانُ يَمَانٍ" نَبَّهَ عَلَيْهِ ابْنُ التِّينِ.

من هنا بدأ البخاري بالوفود ، وذكر فيه حديث عمران بن حصين قال: قال أتى نفر من بني تميم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اقبلوا البشرى يا بني تميم". قالوا: يا رسول الله، قد بشرتنا فأعطنا. فرؤي ذلك في وجهه فجاء نفر من اليمن فقال: "اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم". قالوا: قد قبلنا يا رسول الله.

هذا الحديث سلف نحوه من طريق أبي موسى في باب غزوة الطائف .

وفيه: ما كان عليه أهل اليمن من رقة القلوب، وقد شهد لهم الشارع بأنهم ألين قلوبا وأرق أفئدة.

قال الداودي: وقيل: إنه قال هذا القول وهو في جهة وادي القرى والمدينة ومكة بجنب اليمن، وهذا إنما ذكره العلماء في قوله: "الإيمان يمان" نبه عليه ابن التين.