6503  [ ص: 406 ]  6899  - حدثنا  قتيبة بن سعيد ،  حدثنا  أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ،  حدثنا  الحجاج بن أبي عثمان ،  حدثني  أبو رجاء  من آل أبي قلابة ،  حدثني  أبو قلابة  أن  عمر بن عبد العزيز  أبرز سريره يوما للناس ، ثم أذن لهم فدخلوا فقال : ما تقولون في القسامة ؟ قال : نقول : القسامة القود بها حق ، وقد أقادت بها الخلفاء . قال لي ما تقول يا  أبا قلابة ؟  ونصبني للناس . فقلت : يا أمير المؤمنين ، عندك رءوس الأجناد وأشراف العرب ،  أرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل محصن بدمشق  أنه قد زنى لم يروه أكنت ترجمه ؟ قال : لا . قلت : أرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل بحمص  أنه سرق أكنت تقطعه ولم يروه ؟ قال : لا . قلت : فوالله ما قتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدا قط ، إلا في إحدى ثلاث خصال : رجل قتل بجريرة نفسه فقتل ، أو رجل زنى بعد إحصان ، أو رجل حارب الله ورسوله وارتد عن الإسلام . 
فقال القوم : أوليس قد حدث  أنس بن مالك  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطع في السرق وسمر الأعين ثم نبذهم في الشمس ؟ . فقلت : أنا أحدثكم حديث  أنس ،  حدثني  أنس  أن نفرا من عكل  ثمانية قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعوه على الإسلام ، فاستوخموا الأرض فسقمت أجسامهم ، فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" أفلا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من ألبانها وأبوالها ؟" . قالوا : بلى . فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فصحوا ، فقتلوا راعي رسول الله   - صلى الله عليه وسلم - وأطردوا النعم ، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل في آثارهم ، فأدركوا فجيء بهم ، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم ، ثم نبذهم في الشمس حتى ماتوا . قلت : وأي شيء أشد مما صنع هؤلاء ؟! ارتدوا عن الإسلام وقتلوا وسرقوا . فقال عنبسة بن سعيد :  والله إن سمعت كاليوم قط . فقلت : أترد علي حديثي يا عنبسة ؟  قال : لا ، ولكن جئت بالحديث على وجهه ، والله لا يزال هذا الجند بخير ما عاش هذا الشيخ بين أظهرهم . 
قلت : وقد كان في هذا سنة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : دخل عليه نفر من الأنصار  
 [ ص: 407 ] فتحدثوا عنده ، فخرج رجل منهم بين أيديهم فقتل ، فخرجوا بعده ، فإذا هم بصاحبهم يتشحط في الدم ، فرجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا رسول الله صاحبنا كان تحدث معنا ، فخرج بين أيدينا ، فإذا نحن به يتشحط في الدم . فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال :" بمن تظنون - أو ترون - قتله ؟" . قالوا : نرى أن اليهود  قتلته . فأرسل إلى اليهود  فدعاهم . فقال :" آنتم قتلتم هذا ؟" . قالوا : لا . قال :" أترضون نفل خمسين من اليهود  ما قتلوه ؟" . فقالوا : ما يبالون أن يقتلونا أجمعين ثم ينتفلون . قال :" أفتستحقون الدية بأيمان خمسين منكم ؟" . قالوا : ما كنا لنحلف ، فوداه من عنده . قلت : وقد كانت هذيل  خلعوا خليعا لهم في الجاهلية ، فطرق أهل بيت من اليمن  بالبطحاء ،  فانتبه له رجل منهم فحذفه بالسيف فقتله ، فجاءت هذيل  فأخذوا اليماني فرفعوه إلى  عمر  بالموسم وقالوا : قتل صاحبنا . فقال : إنهم قد خلعوه . فقال : يقسم خمسون من هذيل  ما خلعوه . 
قال : فأقسم منهم تسعة وأربعون رجلا ، وقدم رجل منهم من الشأم  فسألوه أن يقسم فافتدى يمينه منهم بألف درهم ، فأدخلوا مكانه رجلا آخر ، فدفعه إلى أخي المقتول فقرنت يده بيده ، قالوا : فانطلقا والخمسون الذين أقسموا حتى إذا كانوا بنخلة ،  أخذتهم السماء فدخلوا في غار في الجبل ، فانهجم الغار على الخمسين الذين أقسموا فماتوا جميعا ، وأفلت القرينان واتبعهما حجر فكسر رجل أخي المقتول ، فعاش حولا ثم مات . 
قلت : وقد كان  عبد الملك بن مروان  أقاد رجلا بالقسامة ثم ندم بعد ما صنع ، فأمر بالخمسين الذين أقسموا فمحوا من الديوان وسيرهم إلى الشأم .   [ انظر : 233 مسلم : 1671 - فتح 12 \ 230 ] 
     	
		
				
						
						
