122  63  - حدثنا  عبد الله بن محمد ،  قال : حدثنا  سفيان ،  قال : حدثنا  عمرو ،  قال : أخبرني  سعيد بن جبير ،  قال : قلت  لابن عباس :  إن نوفا البكالي  يزعم أن موسى  ليس بموسى  بني إسرائيل ،  إنما هو موسى  آخر ، فقال : كذب عدو الله . 
حدثنا  أبي بن كعب ،  عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قام موسى  النبي خطيبا في بني إسرائيل ،  فسئل : أي الناس أعلم ؟ فقال : أنا أعلم ،  فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه ، فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع  البحرين هو أعلم منك ، قال : يا رب ، وكيف لي به ؟ فقيل له : احمل حوتا في مكتل ، فإذا فقدته فهو ثم . فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون  وحملا حوتا في مكتل حتى كانا عند الصخرة وضعا رؤوسهما وناما ، فانسل الحوت من المكتل فاتخذ سبيله في البحر سربا  وكان لموسى  وفتاه عجبا ، فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما ، فلما أصبح ، قال موسى  لفتاه : آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا  ولم يجد موسى  مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به ، فقال له فتاه : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت  قال موسى :  ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا  فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مسجى بثوب ، أو قال تسجى بثوبه ، فسلم موسى ،  فقال الخضر :  وأنى بأرضك السلام ؟ فقال : أنا موسى ،  فقال : موسى  بني إسرائيل ؟  قال : نعم ، قال : هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا  قال إنك لن تستطيع معي صبرا  يا موسى ،  إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت ، وأنت على علم علمكه لا أعلمه قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا  فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة ، فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما ، فعرف الخضر  فحملوهما بغير نول ، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر ، فقال الخضر :  يا موسى   [ ص: 189 ] ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر ، فعمد الخضر  إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه ، فقال موسى :  قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا  قال لا تؤاخذني بما نسيت  فكانت الأولى من موسى  نسيانا ، فانطلقا فإذا غلام يلعب مع الغلمان ، فأخذ الخضر  برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده ، فقال موسى :  أقتلت نفسا زكية بغير نفس  قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا  قال  ابن عيينة :  وهذا أوكد فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه  قال الخضر  بيده فأقامه ، فقال له موسى :  لو شئت لاتخذت عليه أجرا  قال هذا فراق بيني وبينك  قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يرحم الله موسى ،  لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما .      	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					