باب الصلح 
فائدة : " الصلح " عبارة عن معاقدة يتوصل بها إلى إصلاح بين مختلفين . قاله  المصنف  وغيره . قال  ابن رزين  في شرحه : هو الموافقة بعد المنازعة . انتهى . 
و " الصلح " أنواع    : صلح بين المسلمين وأهل الحرب . وتقدم في الجهاد . وصلح بين أهل البغي والعدل . ويأتي . وبين الزوجين إذا خيف الشقاق بينهما ، أو خافت الزوجة إعراض زوجها عنها . ويأتي أيضا . وبين المتخاصمين في غير المال ، أو في المال . وهو المراد هنا . وهو قسمان : صلح على الإقرار ، وصلح على الإنكار . وقسم بالمال . وهو الصلح مع السكوت عنه . قوله في صلح الإقرار    ( أحدهما : الصلح على جنس الحق ، مثل أن يقر له بدين . فيضع عنه بعضه ، أو بعين . فيهب له بعضها ،  [ ص: 235 ] ويأخذ الباقي . فيصح إن لم يكن بشرط . مثل أن يقول : على أن تعطيني الباقي ، أو يمنعه حقه بدونه ) . إذا أقر له بدين أو بعين ، فوضع عنه بعضه ، أو وهب له بعضها ، ومن غير شرط    : فهو صحيح ; لأن الأول إبراء . والثاني هبة بلا نزاع ، لكن لا يصح بلفظ " الصلح " على الصحيح من المذهب ; لأنه هضم للحق . قال في الفرع : لا بلفظ " الصلح " على الأصح . قال الزركشي    : هذا المشهور . وهو مختار  القاضي  ،  وابن عقيل  ، وغيرهما . قال  القاضي    : وهو مقتضى قول  الإمام أحمد  رحمه الله : ومن اعترف بحق فصالح على بعضه  ، لم يكن صلحا ; لأنه هضم للحق . وقدمه في التلخيص . وغيره ، وهو مقتضى كلام  الخرقي  ، وابن أبي موسى    . انتهى . وهو من المفردات .  وعنه  يصح بلفظ " الصلح " وهو ظاهر ما في الموجز ، والتبصرة . واختاره ابن البنا  في خصاله . 
فائدة : ظاهر كلام  الخرقي    : أن الصلح على الإقرار لا يسمى صلحا . وقاله ابن أبي موسى    . وسماه  القاضي  وأصحابه صلحا . قال  المصنف  ، والشارح  ، وغيرهما : والخلاف في التسمية . وأما المعنى : فمتفق عليه . قال الزركشي    : وصورته الصحيحة عندهم : أن يعترف له بعين ، فيعاوضه عنها ، أو يهبه بعضها ، أو بدين . فيبرئه من بعضه ونحو ذلك . فيصح إن لم يكن بشرط ، ولا امتناع من أداء الحق بدونه . انتهى . وقول  المصنف    " إن لم يكن بشرط " له صورتان . إحداهما : أن يمنعه حقه بدونه . فالصلح في هذه الصورة : باطل ، قولا واحدا .  [ ص: 236 ] والثانية : أن يقول : على أن تعطيني الباقي أو كذا . وما أشبهه . فالصلح أيضا في هذه الصورة باطل . على الصحيح من المذهب . وعليه أكثر الأصحاب . وقطع به الأكثر . وقيل : يصح الصلح والحالة هذه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					