الفرق بين التفسير والتأويل 
اختلف العلماء في الفرق بين التفسير والتأويل  وعلى ضوء ما سبق في معنى التفسير والتأويل نستطيع أن نستخلص أهم الآراء فيما يأتي : 
1- إذا قلنا : إن التأويل هو تفسير الكلام وبيان معناه ، فالتأويل والتفسير على هذا متقاربان أو مترادفان ، ومنه دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  لابن عباس   : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل "  . 
2- وإذا قلنا : إن التأويل هو نفس المراد بالكلام ، فتأويل الطلب نفس الفعل المطلوب ، وتأويل الخبر نفس الشيء المخبر به ، فعلى هذا يكون الفرق كبيرا بين  [ ص: 320 ] التفسير والتأويل ; لأن التفسير شرح وإيضاح للكلام ، ويكون وجوده في الذهن بتعقله ، وفي اللسان بالعبارة الدالة عليه ، أما التأويل فهو نفس الأمور الموجودة في الخارج ، فإذا قيل : طلعت الشمس ، فتأويل هذا هو نفس طلوعها ، وهذا هو الغالب في لغة القرآن كما تقدم ، قال تعالى : أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين  بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله   . 
فالمراد بالتأويل وقوع المخبر به . 
3- وقيل : التفسير : ما وقع مبينا في كتاب الله أو معينا في صحيح السنة ; لأن معناه قد ظهر ووضح ، والتأويل ما استنبطه العلماء ، ولذا قال بعضهم : " التفسير ما يتعلق بالرواية ، والتأويل ما يتعلق بالدراية “ . 
4- وقيل : التفسير : أكثر ما يستعمل في الألفاظ ومفرداتها ، والتأويل : أكثر ما يستعمل في المعاني والجمل - وقيل غير ذلك . "
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					