[ ص: 404 ] وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون   
قوله تعالى: وإن نكثوا أيمانهم  قال  ابن عباس   : نزلت في  أبي سفيان بن حرب ،  والحارث بن هشام ،   وسهيل بن عمرو ،  وعكرمة ابن أبي جهل ،  وسائر رؤساء قريش  الذين نقضوا العهد حين أعانوا بني بكر  على خزاعة  حلفاء رسول الله ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسير إليهم فينصر خزاعة ،  وهم الذين هموا بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأما النكث ، فمعناه: النقض . والإيمان هاهنا: العهود . والطعن في الدين: أن يعاب ، وهذا يوجب قتل الذمي إذا طعن في الإسلام ، لأن المأخوذ عليه أن لا يطعن فيه . 
قوله تعالى: فقاتلوا أئمة الكفر  قرأ  عاصم ،   وابن عامر ،   وحمزة ،   والكسائي ،   "أئمة" بتحقيق الهمزتين . وقرأ  ابن كثير ،   ونافع ،   وأبو عمرو:  بتحقيق الأولى وتليين الثانية . والمراد بأئمة الكفر: رؤوس المشركين وقادتهم . إنهم لا أيمان لهم  أي: لا عهود لهم صادقة; هذا على قراءة من فتح الألف ، وهم الأكثرون . وقرأ  ابن عامر   "لا إيمان لهم" بالكسر; وفيها وجهان ذكرهما  الزجاج   . 
أحدهما: أنه وصف لهم بالكفر ونفي الإيمان ، والثاني: لا أمان لهم ، تقول: آمنته إيمانا ، والمعنى: فقد بطل أمانكم لهم بنقضهم . 
 [ ص: 405 ] وفي قوله: لعلهم ينتهون  قولان . 
أحدهما: عن الشرك . والثاني عن نقض العهود . 
وفي "لعل" قولان . 
أحدهما: أنها بمعنى الترجي ، المعنى ليرجى منهم الانتهاء ، قاله  الزجاج   . 
والثاني: أنها بمعنى: "كي" قاله  أبو سليمان الدمشقي .  
				
						
						
